سياسة وعلاقات دولية

الإمارات تدعم البحرين بكل إمكاناتها في مختلف القضايا

أكد الشيخ سلطان بن حمدان بن زايد آل نهيان، سفير الدولة لدى مملكة البحرين، أن خصوصية العلاقات بين دولة الإمارات والمملكة تنبع من الصلات القوية والعلاقات الأخوية المتميزة بين قيادتي البلدين، علاوة على الروابط المشتركة، سواء في إطار مجلس التعاون الخليجي، أو على الصعيدين العربي والإسلامي، مشيراً إلى أنه لم يكن من المستغرب أن تدعم دولة الإمارات، امتداداً لمواقفها الإنسانية والإنمائية السابقة، البحرين بكل إمكاناتها السياسية والأمنية والاقتصادية في مختلف القضايا والتوجهات.
وقال الشيخ سلطان بن حمدان بن زايد، في حوار مع «الاتحاد» بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني البحريني الثامن والأربعين: «يسرنا أن نهنئ صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين وشعبها الشقيق باليوم الوطني المجيد وعيد جلوس جلالة الملك المفدى، سائلين الله تعالى أن يحفظ البحرين وأهلها ويديم أفراحها وأمنها واستقرارها».
وأضاف سفير الدولة لدى المملكة «هذه المناسبة هي فرصة لنا للاحتفال بالأخوة الصادقة والتاريخ والمصير المشترك الذي يربط دولة الإمارات مع مملكة البحرين، حيث تجمع البلدين علاقات تاريخية تمتد جذورها لعقود طويلة، ساعدت في نموها وتطورها الثوابت والرؤى المشتركة التي تجمعهما»، مشيراً إلى أن خصوصية هذه العلاقات بين البلدين تنبع من أواصر القربى والصلات الحميمة والعلاقات الأخوية المتميزة بين قيادات البلدين، علاوة على ما يجمع بين البلدين من روابط مشتركة، سواء في إطار مجلس التعاون الخليجي، أو في الإطارين العربي والإسلامي، و«لذا لم يكن من المستغرب أن تدعم دولة الإمارات، وامتداداً لمواقفها الإنسانية والإنمائية السابقة، البحرين بكل إمكاناتها السياسية والأمنية والاقتصادية في مختلف القضايا والتوجهات».

الروابط التاريخية
وأشار إلى أن العلاقات بين الإمارات ومملكة البحرين تكتسب أهمية كبيرة في ظل ما يتمتع به البلدان من ثقل سياسي وموقع جغرافي واستراتيجي مميز على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وتبنيهما سياسة خارجية عقلانية ومتوازنة ومعتدلة، وكونهما من النماذج الرائدة على مستوى المنطقة في مجالات الديمقراطية وحقوق الإنسان وتنفيذ سياسات طموحة للإصلاح والتطوير والتحديث وتكريس دولة المؤسسات والقانون. وقد سارت العلاقات الثنائية بين البلدين في تقدم وتناغم مستمر واتخذت منهجاً نابعاً من الإرادة المشتركة بما يعزز دور البلدين الإقليمي والدولي.
وتتسم العلاقات بين البلدين في كل المجالات بالتعاون الوثيق في جميع القضايا الإقليمية والدولية، وهي علاقات تاريخية ووطيدة، وتقوم على أساس المساندة المشتركة في معظم القضايا. ولفت إلى أن اللجنة الإماراتية- البحرينية المشتركة التي انبثقت في عام 2000، لها دور كبير في فتح آفاق جديدة للتعاون لتعزيز العلاقات بين البلدين وبحث آفاق التعاون المشترك، وسبل تطويرها في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والعسكرية والثقافية والسياحية والإعلامية والشؤون الاجتماعية والصحية والبيئية والطاقة والنقل والمواصلات.

أوجه التعاون
وأوضح سفير الدولة لدى مملكة البحرين أن قائمة العلاقات المميزة بين البلدين تتضمن استكشاف الفضاء واستخدامه للأغراض السلمية، وتعاوناً مميزاً في مجال النفط والغاز منذ 2009، واتفاقية الاعتراف المتبادل بالشهادات الأهلية عام 2009 أيضاً، ثم التعاون والتنسيق الأمني 2011.
وبيّن أن قائمة الاتفاقيات المشتركة تشمل أيضاً (الأرشيف الوطني 2015، ودراسة تطوير مشاريع الطاقة المتجددة 2014، والتنمية الاجتماعية والمجالين البرلماني والإعلامي 2013)، كما تم التوقيع على بروتوكول تعاون في البحوث والتراث بين مركز زايد للدراسات والبحوث، نادي تراث الإمارات، ومركز عيسى الثقافي، ومذكرة تفاهم ثقافية وشبابية بين وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالدولة.
وأضاف «كذلك تم توقيع مذكرة تفاهم في المجال الزراعي والثروات المائية الحية بين حكومة مملكة البحرين وحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، كما تم التوقيع على اتفاقية دراسة تطوير مشاريع الطاقة المتجددة بين المجلس الأعلى للبيئة بمملكة البحرين، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) بالدولة في 9 فبراير 2014. وخلال اجتماع اللجنة المشتركة بين البلدين في عام 2018 تم التوقيع على 10 مذكرات تفاهم بين البلدين تتناول مختلف أوجه التعاون بين البلدين في المرحلة القادمة».

مواقف البلدين
وعن مواقف دولة الإمارات ومملكة البحرين المشتركة، أكد أنها تمثل نموذجاً يحتذى به، لما تقوم عليه من رغبة البلدين في تطوير هذه العلاقات إلى أقصى مدى من التكامل والتشاور، وتوحيد المواقف من القضايا كافة، والعمل على تسريع خطى التنمية المستدامة من أجل تحقيق أكبر قدر من رفاهية الشعبين الشقيقين، مشيراً إلى أن المواقف السياسية للبلدين تأتي متطابقة دائماً إزاء القضايا الإقليمية والدولية، حيث يحرص البلدان على دعم ونصرة القضايا الخليجية والعربية والإسلامية استناداً إلى عضويتهما ودورهما الفاعل في مجلس التعاون الخليجي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ومنظمة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات.

العلاقات التجارية
ولفت السفير الشيخ سلطان بن حمدان بن زايد آل نهيان إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ من يناير وحتى أكتوبر 2019، حوالي 745 مليوناً و488 ألف دينار بحريني (7.3 مليار درهم إماراتي)، مؤكداً أن هذا الرقم رغم أهميته مرشحٌ للارتفاع في الفترة المقبلة بما يعكس حرص البلدين الشقيقين على مواصلة وتعزيز التكامل في القطاعات المالية والاقتصادية.
وأفاد بأن هناك جهوداً مبذولة وإرادة صادقة ومشتركة للمضي بعلاقات البلدين قدماً، ونحن بدورنا كبعثة دبلوماسية ندعم التعاون بين البلدين في الجانب الاقتصادي والاستثمار في مجالات التجارة والبيئة والطاقة والنقل والمواصلات، ونؤكد على دور القطاع الخاص في تعزيز العلاقات التجارية، كما أن للجنة العليا المشتركة بين البلدين دوراً كبيراً في فتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين.

نمو الاستثمارات
وأوضح سفير الدولة لدى مملكة البحرين أن إجمالي الاستثمارات الإماراتية في مملكة البحرين بلغت حوالي 7 مليارات و163 مليون دولار، كما بلغ عدد الشركات الاستثمارية الإماراتية في المملكة حوالي 349 شركة، وبعضها ملكية إماراتية بنسبة 100% .
وفي المقابل، بلغ حجم الاستثمار البحريني في الإمارات 1.214 مليار دولار أميركي وبلغ عدد الشركات البحرينية المستثمرة في الإمارات حوالي 26 شركة.
وكشف عن سعي الإمارات لخلق فرصة استثمارية وخلق بيئة تجارية ملائمة للمستثمرين ورجال الأعمال، حيث تعمل الدولة على استشراف المستقبل بوضع منظومة تشريعية تعزز مكانتها على خريطة الاقتصاد العالمي. كما أن وحدة الأهداف وتقاطع الرؤى الاقتصادية بين البلدين وعمق وتميز الترابط تصب في مجملها في تسهيل كافة الخطوات المشتركة والتوجهات التي تعزز من علاقات البلدين الشقيقين.
ولفت إلى أن دولة الإمارات ساهمت بقوة في مشاريع برامج الدعم الخليجي وبرنامج دعم التوازن المالي بما يعود بالخير لشعب مملكة البحرين، ويجري العمل بجهد في إطار عمل اللجنة المشتركة لتوقيع المزيد من الاتفاقات والتفاهمات التي تشجع وتدعم خطط التطور والازدهار الاقتصادي والتنمية المستدامة وفقاً لرؤية البحرين 2030 الاقتصادية.

العلاقات الثقافية
على صعيد الاحتفال باليوم الوطني لمملكة البحرين، قال سفير الدولة لدى المنامة: «إننا نشارك الأخوة في مملكة البحرين الشقيقة أفراحهم واحتفالاتهم بمناسبة اليوم الوطني بعروض الفرق الشعبية، التي انطلقت الخميس الماضي ضمن الاحتفال الذي نظمته محافظة المحرق بمتنزه الأمير خليفة بن سلمان بمدينة الحد، كما تواجدت الفرق الشعبية في المجمعات التجارية وحلبة البحرين الدولية».
وعلى صعيد التقارب الثقافي، قال: «إن البعثة تحرص وتتابع إكمال ترميم البيوت التراثية في محافظة المحرق بالتنسيق مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بالدولة، وشهدنا افتتاح «نزل السلام» يوم 26 أكتوبر الماضي، ومن المتوقع افتتاح «الركن الأخضر» خلال 2020. ولدينا تعاون مستمر مع معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار في المجال الثقافي.

صلات القربى والنسب
قال الشيخ سلطان بن حمدان بن زايد آل نهيان سفير الدولة لدى مملكة البحرين الشقيقة: إن عدد المواطنين الإماراتيين الذين زاروا البحرين في 2018 بلغ 128 ألفاً و938 مواطناً ومواطنة، وذلك حسب الإحصاءات الرسمية، حيث تعتبر مملكة البحرين وجهة رئيسة لمواطني الدولة بحكم صلات القربى والنسب وأيضاً لما تشهده البحرين من تنوع وتطور في المرافق السياحية الحديثة.

إغلاق