4000 صورة لمحمد بن راشد في بيت «فيليب ديميلو»

هواية استثنائية وشغف لا يعرف الملل، عرفهما فيليب ديميلو، الذي عشق جمع صور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والاحتفاظ بها على مدى السنوات الماضية، إدراكاً منه لقيمة هذه الهواية وأهمية هذا الأرشيف الذي يعتبره نوعاً من التوثيق لأرشيف نجاحات دبي المتلاحقة على حد تعبيره.

رحلة طويلة يظل فيليب ديميلو صاحب الـ68 عاماً، متمسكاً بأمل مقابلة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وتغرورق عيناه على ذكر اسمه «اقتربت اليوم من نهاية المطاف، لكنني متيقن من ألق هذه الرحلة الطويلة التي قادتني فيها الحياة إلى دبي، المدينة الجميلة التي عشقتها وقضيت فيها أكثر من 40 عاماً». مواهب استثنائية ليس بعيداً عن شغفه بتجميع الصور، يعد فيليب شخصاً موهوباً على الصعيد الشخصي فهو مغنٍ وموسيقي يتقن العزف على آلة الأورغ، كما يكتب الشعر الغنائي إذ يحتفظ برصيد من الأغاني التي كتبها في عام 1977 وخصص أولها إلى المغفور له الشيخ راشد بن سعيد، وأغنية أخرى لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، إلى جانب أغنية أخرى قام بكتابتها لدبي في عام 2015، وجميعها باللغة «الكونكانية»، فيما تولى تلحينها موسيقي صديقه، وقام بتسجيلها ابنه الذي يقطن معه في دبي. رصيد فني لايزال ديميلو يحبسه في أدراج منزله الصغير في بر دبي ويصر عليه، إلى جانب الصور والذكريات الجميلة التي يعتبرها كنزاً معنوياً لا مثيل له.

يحتفظ فيليب ديميلو بأكثر من 4000 صورة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تغطي جدران بيته الصغير في بر دبي، فيما يحتفظ بصور أخرى في حقائب خاصة تتوزع بين مكان إقامته في دبي ومنزله في مدينة «غووا» بالهند، إلى جانب امتلاكه شريطاً مصوراً يضم أكثر من 1800 صورة ممسوحة ضوئياً يحتفظ بها ديميلو على قرص مضغوط يرفقه بخلفية موسيقى عربية خصيصاً لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، بالإضافة إلى احتفاظه بصور لجميع أفراد عائلة سموه، فضلاً عن ألبوم آخر مخصص لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، يضم ما يقارب 2000 صورة خاصة، في الوقت الذي يكشف ديميلو الذي احتفل منذ يومين بعيد ميلاده الـ68 عن أسباب حرصه على جمع هذا الكم الكبير من الصور، قائلاً «ما زلت أرى صرحاً عظيماً وتاريخاً كبيراً يتم بناؤه يوماً بعد يوم على يد رجل مخلص لوطنه، دؤوب على إسعاد شعبه وهذا أمر عظيم بالنسبة لي، وأعتقد أنه يستحق أن يحفظ على أقل تقدير في أرشيف خاص».

لم يحترف الهندي فيليب ديميلو التصوير الفوتوغرافي في يوم من الأيام، فمنذ اللحظات الأولى لوصوله إلى مدينة دبي في عام 1975، للعمل في إحدى الشركات الخاصة قبل أن تتاح له فرصة لقاء المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، بحكم عمله في أحد البنوك، ومتابعة رحلة نهوض المدينة التي أمضى الهندي ديميلو في ربوعها أكثر من 42 عاماً.

وقال فيليب ديميلو : «فكرت جدياً في تجميع كل الصور المتعلقة بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تخليداً لذكرياته الجميلة وإنجازاته الكبيرة في تحويل دبي إلى مدينة عالمية تستقطب السياح والمقيمين من كل أنحاء العالم، وتجمع مختلف الثقافات والديانات المختلفة تحت سقف واحد أساسه قيم التسامح والتعايش والاحترام المتبادل»، ويتابع «في عام 2010 بدأت بجمع صور الشيخ محمد بن راشد والاحتفاظ بها على شكل ذكريات خاصة بشخص عزيز على قلبي، ولم أرد آنذاك البوح بهذا السر لأحد إلا لصاحب عملي الذي ساعدني في البداية على اقتناء (صحيفة البيان) التي كنت أحتفظ منها بصوره».

محاولات جاهدة

وحول مدى تقبل عائلته لهذه الهواية ومدى تفهمها لها، قال فيليب «على عكس بعض الناس الذين عايشوني سواء في الحياة أو العمل ولم يفهموا سر تمسكي بهذه الصور، أشكر الله لأن عائلتي تتفهم وتحترم هذه الهواية»، وتابع «تمدني زوجتي دائماً بصور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، حين تتوافر لديها في الصحف اللندنية، في الوقت الذي تحاول ابنتي سيلينا التي تقيم في الإمارات جاهدة أن توصل صوتي إلى بعض الصحف الإنجليزية والعربية في الدولة»، ويلفت ديميلو «لا أنوي التخلي عن صوري مهما كلفني الثمن، وسأخص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بالألبوم الأزرق، لأنني أعلم أنه يحب هذا اللون، وإن لم أتمكن فسيبقى هذا الشيء في قلبي حتى الموت».