سلايد 1

«فن بالحركة».. تقنيات رقمية في استقبال زوار برج خليفة

شهد برج خليفة، أمس، إطلاق تجربة تفاعلية جديدة في منصة الاستقبال التي تمت توسعتها. وأتت هذه التجربة مواكبة للحياة المعاصرة وكل ما يحدث فيها من تكنولوجيا، وقسّمت إلى قسمين، إذ يقدم في القسم الأول ما يمكن أن يبهر الزوار ويجعلهم يتفاعلون معه عبر الشاشة التي تحوّل كل من يمر من أمامها إلى أعمال فنية متحركة، ثم المنصة التي تقدم عناصر البرج الأربعة، أي الزجاج والماء والصحراء والسماء، على نموذج البرج.

دبي بين الأمس واليوم

تعد زيارة برج خليفة تجربة متميزة بكل تفاصيلها، وأبرزها النفق الذي يحمل عنوان «دبي بين الأمس واليوم»، والذي يصل اليه الزوار بعد التوقف عند منصة تحمل كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. ويكشف هذا النفق الرقمي الذي يقدم عرضاً بصرياً وصوتياً عن المراحل الرئيسة لتطوير دبي على مر السنين، وتغطي المرحلة الأولى التراث العريق للإمارة وملامحها التاريخية خلال الفترة الممتدة من 1840 إلى 1890، ومن ثم مرحلة الازدهار التجاري بين عامي 1890 و1950، وصولاً الى العصر الحديث بين 1950 إلى عام 2000، ثم إلى دبي في يومنا هذا، ليكون النفق بذلك رحلة لتسليط الضوء على إنجازات دبي ومسيرتها التنموية على مر الزمن.

توسعت منصة الاستقبال وتغيرت عناصر التجربة، فبمجرد الدخول الى المنصة وقبل الصعود الى القمة، يعيش الزوار أجواء المرتفعات مع الجدران الزجاجية التي تكتسي باللون الأبيض، لتوحي بمشهد سماوي يحضر الزوار لمرحلة الانطلاق إلى أعلى قمة في العالم. وعند هذه الجدران دشنت الشاشة التي تقدم «الفن بالحركة»، بحيث يتحول الزوار أمامها، ومن خلال أجهزة استشعار تلتقط الحركة، الى أعمال فنية متحركة. هذه الأعمال الفنية التي تتبع حركة كل زائر وموقعه تأخذ ألواناً وأشكالاً متعددة، بحيث تتباين ما بين صخور البحر وصخور الصحراء والفسيفساء، في حين تأتي الألوان مستلهمة من هذه الأشكال.

أما المحطة الثانية فهي في المنصة التي تشتمل على نموذج لبرج خليفة، ويبلغ ارتفاعه أربعة أمتار، ويعمل على تغيير العناصر الخاصة بالبرج من خلال أجهزة الاسقاط الضوئي الرقمية، بحيث يمكن للزوار استكشاف السحاب، والماء ورمال الصحراء والزجاج، وهي العناصر الأساسية التي تشكل البرج وتجربة زيارته. أما على الشاشة الموجودة في قاعدة البرج، فتوجد مجموعة من المعلومات والاقتباسات والكلمات التي قيلت عن البرج. ولا يظهر مجسم «برج خليفة» بوضوح من منطقة الاستقبال الرئيسة، بفضل الجدار الزجاجي الفاصل الذي يوظف تقنيات خاصة تظلل ملامح البرج، وتزيد من شغف الزوار لمشاهدته في المرحلة التالية من الرحلة.

وقال المدير التنفيذي لعمليات المجموعة في «إعمار العقارية»، أحمد الفلاسي إن «الهم الأساسي من الإضافة الى هذه التجربة، أن يحتفظ الزوار بذكرى خاصة ومميزة من خلال زيارة البرج، وان التكنولوجيا في حالة تقدم مستمر وتطور، وبالتالي لابد من أن نكون عند حدود هذا التقدم من خلال استقدام أحدث التقنيات وإضافتها». وأضاف: «سعينا الى أن يكون التفاعل مع الزوار من خلال الجدار الأخضر أيضاً، وكذلك من محطات في زيارته للبرج، علماً أن التحضير للتوسعة استغرق ثلاث سنوات، لأن هذه التوسعة تابعة للتوسعة الحاصلة بدبي مول، وعلى الرغم من أنه لم يكن متوقعاً ما ستقدمه التكنولوجيا في هذا الوقت، فقد تمكنّا من جلب ما يتسم بالأكثر حداثة وإبهاراً». أما الشاشة الخضراء، فهي تقدم أحدث التقنيات في مجال الشاشات، وتتيح التقاط الصور، بحيث يمكنهم بعد الخروج اختيار الخلفية التي يريدونها. ولفت الى ان البرج يستقطب كل الجنسيات، ولكن لوحظ أن هناك مواسم معينة للزوار، بحسب الجنسيات، فبعضها يزور الإمارات والبرج صيفاً، وبعضها في الشتاء.

وأكدت مديرة مشروع منصة الاستقبال، جوي بروديان أن الاستقبال الجديد يحمل مفهوماً مختلفاً عن كل المنصات التي نشهدها، وهذا كان المطلب الأساسي لبرج خليفة، لذلك تم وضع الشاشة الخاصة بفن الحركة، ويبلغ طول الشاشة أربعة أمتار، وعرضها ثمانية أمتار، وهي تلتقط الأشخاص المحيطين مهما بلغ عددهم، وبهذه الطريقة يتمكن كل زائر من أن يبتكر الفن الخاص به، مشيرة الى ان الميزة في الفن انه غير متوقع، كما أنه لا يتكرر بطريقة مدروسة، في حين أن السرعة الزائدة في حركة الشخص ستؤدي حتماً الى تأثير أقوى على الشاشة. أما التجربة الثانية، فوصفتها بروديان بجوهرة المشروع، كونها مستلهمة من أربعة عناصر موجودة في البرج، لافتة الى ان هذا المجسم يقوم في كل ساعة بتقديم صورة عن المحيط، وهو مصنوع من زجاج الأكريليك، وقد تم تركيبه في دبي، علماً ان هذه المادة تم استيرادها من شيكاغو، وقد تم طلاء النموذج بمادة خاصة تمكنه من التقاط الضوء. ورأت بروديان أن التكنولوجيا المطروحة في التجربة صممت خصيصاً للبرج، فحتى ما وُضع على الزجاج، صُمّم ليثري تجربة الزائر، ولكن هذه التكنولوجيا قابلة للتطوير، ويمكن استخدامها بأشكال أخرى في المستقبل، موضحة أن المساحة باتت اليوم أربعة أضعاف المنصة القديمة، وهذا سيشجع الناس على زيارة البرج.

 

 

الامارات اليوم

إغلاق