أخبارالاقتصاد (مال وأعمال)
«سولد آوت».. لافتات تؤكد طلباً كبيراً في السوق العقارية
قال عقاريون إن عبارة «سولد آوت» SOLD OUT أو «تم البيع بالكامل»، التي تشاهد في السوق العقارية، من الأدوات التسويقية التي تهدف إلى إشعار المتعاملين بأن المشروع تم بيعه، فضلاً عن أنها تشير إلى وجود طلب كبير في السوق العقارية، وتحفز المشتري المحتمل على اتخاذ قرار الشراء بطريقة أسرع.
وأوضحوا لـ«الإمارات اليوم» أن العروض المرتبطة بهذه الوسيلة التسويقية حقيقية، في وقت يستخدم فيه المطورون العقاريون لافتة «سولد آوت» في حال طرح مشروعات جديدة، لافتين إلى أنه يتم حجز جزء من العقارات مسبقاً من قبل مستثمرين كبار، أو وسطاء عقاريين يدفعون نسبة 10% من قيمة العقار قبل الطرح. وأكدوا أن هذا الأسلوب، أصبح عادة من قبل شركات التطوير العقاري والمطورين، وشركات الوساطة العقارية.
وذكروا بأن المشروعات العقارية التي تنجح في تسجيل «سولد آوت» بعد الطرح مباشرة، تحقق ذلك نظراً لأن المطور العقاري بدأ في إجراءات «إبداء الاهتمام»، إذ يكون العديد من المستثمرين سجلوا (اهتمامهم) بشكل مسبق بالمشروع، ليكون بعد ذلك فقط تثبيت العقود، وأرقام الوحدات السكنية، والأسعار النهائية.
وقالوا إن هناك الكثير من المشروعات العقارية التي تم بيعها بسرعة، وكانت «سولد آوت» واقعياً.
أداة تسويقية
وتفصيلاً، قال المدير الإداري لـ«شركة هاربور العقارية»، مهند الوادية: «تُعدُّ (سولد آت) من الأدوات التسويقية، لإشعار المتعاملين بأن المشروع مبيع، وهناك نسبة من المطورين العقاريين باعت بالفعل وهذا حقيقي، وبالمقابل، فإن هناك بعض المطورين الذين يستخدمون هذا الأسلوب، أداةً ترويجية لمشروعاتهم»، لافتاً إلى أن هذا الأسلوب له تأثير على السوق والمستهلك النهائي، كأداة تسويقية تحفز المشتري المحتمل على اتخاذ القرار بطريقة أسرع.
وتابع الوادية: «بعض لافتات (سولد آوت) ترتبط بمرحلة معينة من المشروع، وبعد فترة يكون البيع، حيث يسعى المطور العقاري إلى بيع نسبة محددة من المشروع، لتحقيق تدفق نقدي، وتغطية رسوم بناء المشروع، والبقية تكون لمرحلة الانتهاء، أو في حال قدم متعاملون سعراً أعلى».
مشروعات جديدة
من جهته، قال مؤسس ومدير «شركة الليوان الملكي للعقارات»، محمد بوحارب: «العروض المرتبطة بهذه الوسيلة التسويقية حقيقية، وتتحقق نتيجة لإعلان طرح المشروع خارج نطاق الإعلام أو السوق، إذ يتم إعلام بعض الوسطاء العقاريين بالعدد الذي سيطرح من الوحدات في المشروع لحجزها».
وتابع بوحارب: «يستخدم المطورون العقاريون لافتة (سولد آوت)، أو عبارة (تم البيع بالكامل) في حال طرح مشروعات جديدة، بهدف رفع ثقة المستثمرين والمطورين».
وأضاف: «يتم حجز العقارات مسبقاً من قبل مستثمرين كبار، أو بعض الوسطاء العقاريين الذين يدفعون نسبة 10% من قيمة العقار قبل الطرح، وهنا يحجز المطور العقاري الوحدات لشركات الوساطة العقارية، وبعد الطرح يتم بيع المشروع بالكامل، لتقوم هذه الشركات ببيع العقار بسعر أعلى (بنسبة 10 إلى 15%) من قيمة الطرح عند المطور».
ولفت بوحارب إلى أن هذا الأسلوب أصبح عادة من قبل شركات التطوير العقاري والمطورين، وشركات الوساطة العقارية، حيث تحجز عقارات بشيك أو بـ«دفع مقدم» وبنسبة 10% من القيمة الكلية، كما أن هناك مستثمرين يحجزون وحدات سكنية وتكون لهم فقط، في وقت يتم فيه منح المستثمرين الجدد كذلك فرصة لحجز وحدات سكنية.
إبداء الاهتمام
في السياق نفسه، قال المدير التنفيذي لـ«شركة إيه كيه إن للعقارات»، عبدالله كاظم النعيمي، لـ«الإمارات اليوم»: «المشروعات العقارية التي تنجح في تسجيل (سولد آوت) بعد الطرح مباشرة، تحقق ذلك نظراً لأن المطور العقاري بدأ في إجراءات (إبداء الاهتمام)، إذ يكون العديد من المستثمرين سجل (اهتمامه) بالمشروع بشكل مسبق، ليكون بعد ذلك فقط تثبيت العقود، وأرقام الوحدات السكنية، والأسعار النهائية».
وتابع: «يكون إعلان (سولد آوت) في اليوم نفسه لطرح المشروع، بحكم أن المستثمرين سجلوا مسبقاً (اهتمامهم)، وهم جاهزون بالأوراق المطلوبة، ويعلمون كل تفاصيل المشروع، ولذا، فإنك تسمع كلمة (سولد آوت) في يوم طرح المشروع نفسه، وهو البيع الرسمي مع وجود حجز مسبق، لكن ما يحدث هو أنه يتم انتظار الطرح الرسمي لفتح حساب الضمان للبدء في تسجيل الإجراءات بشكل رسمي».
وقال النعيمي: «حالياً، ومع دخول عدد كبير من المطورين العقاريين الجدد إلى السوق، فقد بدأنا نرى طرح مشروعات، لكن دون سماع كلمة (سولد آوت)، نظراً لكثرة المشروعات العقارية المطروحة، ووجود عدد كبير من المطورين الجدد دون تاريخ سابق لهم في التسليمات»، متوقعاً أن تشهد الفترة المقبلة عرضاً يوازي الطلب، مع دخول المطورين العقاريين الجدد.
تسويق واقعي
إلى ذلك، أشار الرئيس التنفيذي لـ«شركة ملاك العقارية»، طارق رمضان، إلى نشاط السوق العقارية والطلب العالي فيها، قائلاً: «هناك الكثير من المشروعات العقارية التي تم بيعها بسرعة، وكانت (سولد آوت) واقعياً».
وقال رمضان، إن بعض المطورين العقاريين يستخدم «سولد آوت» وسيلة تسويقية، لكن في الأغلب فإن الاستخدام واقعي، نظراً لارتفاع الطلب، كما أن الكثير من المشروعات العقارية في السوق تباع بسرعة.
وتابع رمضان: «معظم المشروعات تكون فيها نسبة بسيطة من الوحدات المتبقية، وهذا لا يمنع من إعلان المطور العقاري بأن المشروع (تم بيعه)»، معتبراً ذلك مبادرة أو وسيلة تسويقية من قبل المطورين، وتخلق نوعاً من الثقة في المطور العقاري، وتساعده على بيع المتبقي من الوحدات بسرعة، كما أنها دعوة أو إعلان يحفز المشتري على الاستعجال في قرار الشراء، نظراً لأن المشروع قد يباع بسرعة. وقال: «مع ذلك، فإن تأثير تلك الوسيلة على السوق ليس كبيراً، وفي الوقت نفسه لا ضرر منها».
الحجز المسبق
إلى ذلك، قال الرئيس التنفيذي لـ«شركة ستراتوم لإدارة العقارات»، سعيد عبدالكريم الفهيم: «تعبر لافتات (سولد آوت) التي يرفعها بعض المطورين عن طلب كبير في السوق العقارية، والذي يصل في بعض المشروعات إلى 100% عند إطلاق المشروع».
وتابع: «يرجع هذا الطلب الكبير إلى ارتفاع نسب الحجز المسبق للمشروعات العقارية، حيث يكون هذا الحجز بغرض الاستثمار السريع، من خلال البيع بعد الوصول بنسبة السداد للوحدة إلى 40% في بعض المشروعات (ترجع لاتفاقية إعادة البيع بين المطور العقاري والمشتري)، بحيث يتمكن هؤلاء الذين يحجزون وحداتهم العقارية من بيع الوحدة بهامش ربح جيد، بحسب الأسعار المتداولة في السوق، وبحسب العقود المسموح لها بإعادة البيع».
المرسومي: زيادة في الطلب
قال الخبير العقاري حسين المرسومي: «يستخدم بعض المطورين العقاريين، خصوصاً أولئك الذين يحظون بثقة المتعاملين، ويتمتعون بوزن كبير في السوق العقارية، لافتات (سولد آوت) بعد طرح المشروع مباشرة».
وأضاف: «يلجأ المطور العقاري عادة إلى تسويق مشروعه قبل الطرح بأيام، ويبدأ في تسجيل الحجوزات، أو ما يُسمى (إبداء اهتمام)، وهنا تجد المستثمرين يقبلون بشكل كبير على الحجز، وقد تشاهد طوابير أمام أبواب المطورين العقاريين، وهي ظاهرة نراها في السوق العقارية كثيراً، خصوصاً إذا كان المشروع مميزاً من ناحية الموقع، والأسعار، والجودة».
وتابع المرسومي: «يدل هذا على زيادة في الطلب، وحرص من قبل المستثمرين على امتلاك وحدات عقارية تعود لمطورين يتمتعون بسمعة حسنة في السوق»، مؤكداً أن سعر العقار يرتفع فور رفع لافتة «سولد آوت» من قبل المطور العقاري، ليجد المستهلك النهائي حينها زيادة في سعر العقار عند إعادة البيع.
المصدر / الامارات اليوم