الاقتصاد (مال وأعمال)تحقيقات وتقاريرسلايد 1
توقعات بارتفاع أسعار تذاكر الطيران بنسب تصل 40% إلى وجهات عربية خلال مارس المقبل
أظهر رصد ارتفاعاً في متوسط أسعار تذاكر الطيران من دبي إلى القاهرة، بنسبة جاوزت الـ30% في شهر مارس 2021 مقارنة بديسمبر من العام الجاري، وبنسبة 40% إلى الدار البيضاء، بينما في المقابل، من المتوقع أن تتراجع بنسبة تصل إلى 40% إلى المملكة المتحدة، و50% إلى السوق الألمانية.
من جانبهم، قال مديرون في وكالات سفر دولية ومحلية، إنه مع فتح المزيد من الحدود أبوابها، واستئناف رحلات جديدة، ومع وجود لقاح فعال لفيروس كورونا خلال العام المقبل، من المتوقع أن يتغير معدل أسعار تذاكر الطيران حسب الوجهة والبلد.
وذكروا أن هذه التوقعات من الممكن أن تتغير بناءً على ما يشهده العالم من تطورات في احتواء جائحة كورونا، لافتين إلى أن مستوى الأسعار سيعتمد بشكل أساسي على قيود السفر، فضلاً عن السعة المقعدية، وعدد رحلات الطيران إلى تلك الوجهة، لافتين إلى أنه حتى لو تمت إزالة قيود السفر بنسبة 100%، فقد يلجأ بعض الشركات إلى تشغيل سعات محدودة لضبط التكاليف التشغيلية.
متوسط الأسعار
وتفصيلاً، أظهر رصد ارتفاعاً في متوسط أسعار تذاكر الطيران من دبي إلى القاهرة بنسبة جاوزت 30% في شهر مارس 2021 مقارنة بديسمبر من العام الجاري، وبنسبة 40% إلى الدار البيضاء، مقابل 8% إلى مطار عمان الدولي.
ووفقاً للرصد، الذي استند إلى بيانات شركة «سكاي سكنر»، لرحلات الذهاب والإياب في الشهر ذاته انطلاقاً من دبي، من المتوقع أن يرتفع متوسط أسعار التذاكر بنسبة 1% إلى الخرطوم، مقابل تراجع بنسبة تصل إلى 40% إلى المملكة المتحدة، وتراجع بنسبة 50% إلى السوق الألمانية.
رحلات جديدة
من جانبه، قال المدير العام لشركة «ويجو» المتخصصة في قطاع خدمات السفر والحجوزات عبر الإنترنت لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والهند، مأمون حميدان، إنه «مع فتح المزيد من الحدود أبوابها واستئناف رحلات جديدة، ومع وجود لقاح فعال لفيروس كورونا العام المقبل، نتوقع أن يتغير معدل أسعار تذاكر الطيران حسب الوجهة والبلد».
وأضاف، أنه «من خلال الموقع الشبكي للشركة وعمليات البحث من الإمارات إلى وجهات في منطقة الشرق الأوسط خلال أشهر الربيع والصيف في العام المقبل، رأينا أن معدل أسعار تذاكر الطيران سيرتفع بحدود الـ15%، لبعض الوجهات، وينخفض بنسبة 28% لوجهات أخرى».
وتابع: «إذا أخذنا مصر على سبيل المثال، فإن معدل سعر التذكرة في فصل الربيع 2021، من المتوقع له أن يصل إلى 400 دولار أميركي (نحو 1471 درهماً)، بزيادة بنسبة 15% على الفترة ذاتها في عام 2020، أما إذا نظرنا إلى الهند والفلبين فنرى أن معدل سعر التذكرة ينخفض بنسبة 28% في فصل الصيف 2021 مقارنة بالفترة ذاتها في 2020، ليصل إلى 325 دولاراً أميركياً (نحو 1195 درهماً)».
وقال حميدان إن «هذه التوقعات من الممكن أن تتغير بناء على ما يشهده العالم من تطورات في احتواء جائحة كورونا، وإيجاد لقاح مناسب»، مضيفاً: «نتوقع أن يزيد الطلب في العام المقبل، ويعود تدريجياً في أواخر عام 2021 إلى ما يقارب 55% مما كان عليه».
ونصح المسافرين بالاستمرار في اتخاذ الإجراءات الوقائية، واتباع التدابير اللازمة أثناء السفر، لافتاً إلى أهمية التخطيط المسبق للسفر، خصوصاً أنه سيزيد الطلب على السفر، وذلك لضمان السعر الأفضل، موضحاً أن الحجز المسبق يعتبر من أفضل الحلول للحصول على أنسب الأسعار.
وأضاف: «ننصح بحجز تذكرة بشروط مرنة، والتواصل مع الشركة المعنية، وتقديم طلب إرجاع المبلغ وفق الإجراءات التي تم الإعلان عنها».
الربيع والصيف
إلى ذلك، قال نائب الرئيس التنفيذي لـ«شركة الريس للسفريات»، محمد جاسم الريس، إن «أسعار تذاكر الطيران خلال العام المقبل، وتحديداً فصلي الربيع والصيف، يعتمد على عوامل عدة، أبرزها قيود السفر إلى مختلف الوجهات، فضلاً عن السعة المقعدية وعدد رحلات الطيران إلى تلك الوجهة».
وأضاف الريس، أنه «في حال إزالة قيود السفر، وعودة الأمور إلى طبيعتها، قد نشهد زيادات في أسعار تذاكر الطيران بنسبة تتخطى الـ20% مقارنة بالمستويات المعتادة للأسعار لهذه الفترات»، متوقعاً أن تبقى الأسعار في حالة تذبذب خلال العام المقبل، بناءً على مستويات الطلب وفقاً لكل وجهة. وذكر أنه في حال تخفيف قيود السفر، من المتوقع أن تشهد الأسعار ارتفاعاً مقارنة بعام 2020، لكنها قد تبقى أقل من مستوى الأسعار في العام السابق 2019، لافتاً إلى أن عدد الرحلات سيلعب الدور الأكبر في هذا الإطار. وأوضح أن بعض الوجهات حالياً تم فتحها أمام حركة النقل الجوي، لكنها مقيدة بعدد الرحلات، لافتاً إلى أنه تم السماح برحلتين أو أكثر أسبوعياً بين وجهتين حالياً، مقارنة بأكثر من 20 رحلة في فترة قبل الجائحة، وبالتالي فإن الطلب مرتفع، وينعكس على متوسط سعر التذكرة.
وقال الريس، إن هناك عاملاً آخر، وهو السياسات التشغيلية التي ستتبعها شركات الطيران في ظل الظروف الحالية، مشيراً إلى أنه حتى لو تمت إزالة قيود السفر بنسبة 100%، فقد يلجأ بعض الشركات إلى تشغيل سعات محدودة لضبط التكاليف التشغيلية مقابل رفع الأسعار، مستبعداً أن تلجأ الناقلات الجوية إلى إغراق الأسواق بسعة مقعدية كبيرة، وأن تعمل بكامل طاقتها خلال الفترة القريبة المقبلة.
وأضاف أن أسعار تذاكر الطيران إلى وجهات عربية تكون أعلى مقارنة بوجهات آسيوية أو بعض الوجهات الأوروبية.
قيود السفر
في سياق متصل، قال المدير العام لشركة «العوضي للسفريات»، أمين العوضي، إن «قيود السفر إلى الوجهات الدولية هي المحدد الأبرز لتوقعات أسعار تذاكر الطيران خلال النصف الأول من العام المقبل، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الجاري، فضلاً عن تأثير هذا العامل على مستويات الطلب على النقل الجوي». وأضاف العوضي، أن «(الجائحة) أوجدت ظروفاً استثنائية لعمل مختلف القطاعات، بما في ذلك الطيران»، لافتاً إلى أن «القطاع يواصل التعافي التدريجي خلال الفترة الحالية، واستمرارية ذلك ترتبط بالقرارات التي ستتخذها الحكومات بخصوص قيود السفر الدولية»، متوقعاً أن «تكون مستويات الطلب أكثر من 30% خلال فصلي الربيع والصيف المقبلين، مقارنة بالمستويات خلال العام الجاري ككل».
وذكر أن «شركات الطيران التي سجلت خسائر كبيرة بسبب الجائحة، من المتوقع أن تتبع سياسات تسعير حذرة للغاية خلال العام المقبل، إذ ستحاول ضبط التكاليف، وزيادة حجم الإيرادات في الوقت نفسه، وبالتالي نتوقع أن تكون أسعار تذاكر الطيران أعلى بنسبة تراوح بين 20 و30% خلال العام المقبل إلى وجهات عربية وأوسطية». ولفت العوضي، إلى أن «كل هذه المؤشرات تعتمد على حجم الطلب، ومدى استعداد شركات الطيران للعمل بكامل طاقتها التشغيلية»، متوقعاً أن «يواصل الطلب ارتفاعه على مدار العام المقبل، وفقاً للمؤشرات التي ظهرت في الربع الأخير من العام الجاري».
ونصح المسافرين، الراغبين في تجنب الزيادات في أسعار التذاكر، بالحجز مبكراً، شريطة أن تكون التذاكر مرنة وقابلة للتعديل.
تذاكر مشروطة
قال المدير العام لشركة «العوضي للسفريات»، أمين العوضي، إن «التذاكر الأقل سعراً تكون مقيدة بالعديد من الشروط التي لها علاقة بإمكانية التعديل أو الإلغاء واسترداد الأموال وغيرها من الشروط الأخرى»، موضحاً أن سياسات وشروط إلغاء الرحلات الجوية، تختلف من شركة طيران إلى أخرى، وبالتالي من الضروري التعرف إلى جميع شروط التذكرة قبل حجزها.
المصدر: الإمارات اليوم