سياسة وعلاقات دولية
10 محميات إماراتية مصنفة عالمياً
أكدت هبة الشحي، مدير إدارة التنوع البيولوجي بالوكالة في وزارة التغير المناخي والبيئة، أن دولة الإمارات حققت إنجازاً جديداً يضاف إلى سجل إنجازاتها الخاصة بالمحافظة على التنوع البيولوجي، خلال العام الجاري (2019)، متمثلا بإدراج محميتي «حتا للأراضي الرطبة» و«واسط» لمواقع الأراضي الرطبة ذات الأهمية العالمية «رامسار»، ليصل إجمالي المواقع المعترف به دوليا إلى 10 مواقع في الإمارات بعد أن كانت 8 مواقع خلال العام الماضي، وهو يعد مؤشرا على التنوع والغنى بالموارد الطبيعية للإمارات والمعايير الدولية التي تحظى بها هذه المواقع.
وأشارت هبة الشحي في تصريحات لـ «الاتحاد» إلى استمرار وزارة التغير المناخي والبيئة بالتعاون مع السلطات المحلية المختصة على تحديد المواقع ذات الأهمية العالمية لإدراجها ضمن قوائم «رامسار» بما يسهم في ريادة دولة الإمارات في جهودها الخاصة بالمحافظة على التنوع البيولوجي.
أهمية المواقع
قالت الشحي إن أهمية الاعتراف الدولي بالأراضي الرطبة يعود إلى الدور الفعال الذي تسهم به هذه المواقع في تخفيف ظاهرة التغير المناخي لما لها من تأثير مهم في تخزين الكربون وتنظيم وضبط مستويات انبعاثات الغازات الدفيئة، كما أنها تلعب دوراً مفصلياً في الاستجابة لظاهرة تغير المناخ وتنظيم الظواهر المناخية الطبيعية، حيث تعتبر البيئة البحرية والساحلية لدولة الإمارات، التي تتمثل في الأراضي الرطبة مثل أراضي «الخث» وأشجار «المانجروف» و«السبخات» المالحة ومسطحات المد والجزر، مخازن كبيرة للكربون وحواجز طبيعية تحد من الآثار الضارة للعواصف وموجات المد وارتفاع مستوى البحر، كما تعتبر مصدراً للتنوع البيولوجي في كل المستويات والأنواع.
وأكدت أن دولة الإمارات ومنذ انضمامها إلى الاتفاقية الدولية «رامسار» بشأن الأراضي الرطبة في عام 2007، تلعب دوراً رائداً في مجال حماية المناطق الرطبة عن طريق تحديد الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية وإدراجها على لائحة الاتفاقية، حيث استطاعت الدولة ضمن مساعيها في هذا المجال إدراج تلك المواقع العشرة للأراضي الرطبة ذات الأهمية العالمية، الأمر الذي يؤكد على تنوع بيئة الأراضي الرطبة في هذه المواقع ما بين «السبخات» ومسطحات المد والجزر الشاسعة، وتعكس جميع هذه المواقع التنوع والغنى بالموارد الطبيعية لدولة الإمارات والمعايير الدولية التي تحظى بها.
«حتا دبي»
حول تفاصيل الموقعين الجديدين المنضمين لـ «رامسار» خلال العام 2019، ذكرت الشحي بأنه مع إدراج محمية «حتا للأراضي الرطبة» كموقع معتمد ضمن مواقع «رامسار» خلال العام الجاري، باتت تحتل الموقع الثالث على مستوى إمارة دبي ضمن هذه المواقع بعد محميتي «رأس الخور للحياة الفطرية» و«جبل علي»، حيث تقع «محمية حتا» ضمن المنطقة الجبلية في مدينة حتا بدبي، وتستقبل ما يقارب الـ 30% من مجموع الأمطار التي تشهدها الدولة سنوياً الأمر الذي يسهم في إعادة تغذية الطبقة الجوفية الضحلة من الأرض، كما يعد النظام الأيكولوجي للمياه العذبة الموجودة في المحمية موطناً لعدد كبير من الأنواع، منها 19% من إجمالي أنواع النباتات المسجلة في الدولة، و79% من اليعاسيب، و27% من إجمالي أنواع الطيور، و44% من أنواع الثدييات و30% من الزواحف والبرمائيات، وبعض هذه الأنواع مهددة عالمياً بالانقراض، مثل النمر العربي، والطهر العربي، والنسر المصري، والنسر المرقط، كما تعد واحدة من المواقع القليلة على طول السلسلة الجبلية التي تتواجد بها وتوفر موائل طبيعية لتكاثر الطيور المائية والأسماك والبرمائيات.
«واسط الشارقة»
أشارت الشحي إلى أن الموقع الثاني المعتمد ضمن مواقع «رامسار» تمثل في محمية «واسط»، حيث تعد الموقع الثالث على مستوى إمارة الشارقة بعد محميتي «أشجار القرم» في مدينة كلباء و«جزيرة صير بونعير» ضمن هذه المواقع، حيث تمتاز محمية «واسط» بالتنوع البيئي الحيوي الذي يشتمل على كثبان رملية ساحلية، وتكلسات مِلحية تربط بين البرك والبحيرة الكبيرة المفتوحة على الجزيرة، وتعتبر من المناطق الغنية بالميزات الطبيعية من ناحية الوصف الجيولوجي والطقس، والتربة، والغطاء النباتي، والتنوع الحيواني، ويحيط بالمحمية غطاء من الأشجار تسهم في تنقية الهواء من الغازات الضارة والغبار، وزيادة نسبة الأوكسجين، والحد من الاحتباس الحراري، ما جعلها موطناً للعديد من الطيور المهاجرة والنادرة التي ألفت المكان الذي يحوي أجمل المناظر الطبيعية المتنوعة، بالإضافة إلى التنوع الكبير في أنواع الثدييات الصغيرة والزواحف والحشرات، مشيرة إلى بقية المواقع المنضمة لمواقع «رامسار» في الإمارات الأخرى، فقد تمثلت في محمية «وادي الوريعة» في الفجيرة، و«محمية الوثبة» في أبوظبي، ومحمية «بوالسياييف» في أبوظبي، ومحمية «الزوراء» في عجمان.
وشددت مدير إدارة التنوع البيولوجي بالوكالة في وزارة التغير المناخي والبيئة، على حرص واستمرار دولة الإمارات بمختلف جهاتها ومؤسساتها الحكومية والخاصة على حماية البيئة، والعمل على تحقيق استدامة مواردها الطبيعية بما يساهم في تحقيق مستهدفات الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021، وتوجيهات القيادة الرشيدة للدولة، وخير دليل على ذلك وجود 43 منطقة محمية في الإمارات، تشكل 14% من إجمالي مساحة الدولة، منها 10 مواقع تنضوي تحت مواقع «رامسار».
الاتحاد