سياسة وعلاقات دولية

الإمارات تحتفي باليوم العالمي لمكافحة شلل الأطفال

تحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم، باليوم العالمي لمكافحة شلل الأطفال، الذي يصادف الرابع والعشرين من شهر أكتوبر الجاري من كل عام، حيث تنظم الدولة العديد من الفعاليات التوعوية والتثقيفية الخاصة بطرق الوقاية من المرض وطرق التخلص منه وأهمية الحصول على اللقاحات لتفادي الإصابة مستقبلاً.
وأعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، عن تنظيم مجموعة من الأنشطة والفعاليات بهذه المناسبة، تمتد حتى الأسبوع المقبل، تتضمن محاضرات توعوية وعلمية لعرض آخر المستجدات والتوصيات العالمية عن البرنامج الوطني لاستئصال شلل الأطفال للعاملين الصحيين. كما تبث الوزارة، رسائل توعية للجمهور على مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى تنظيم المناطق الطبية، محاضرات على مستوى المستشفيات.

منظمة الصحة العالمية أعلنت أن احتفالات اليوم العالمي لمكافحة شلل الأطفال عام 2019، تأتي تحت شعار «يوم واحد – تركيز واحد: إنهاء شلل الأطفال»، ويهدف الاحتفاء بهذا اليوم إلى إذكاء الوعي بالقضاء على شلل الأطفال، وكذلك الاحتفال بجهود الآلاف من موظفي منظمة الصحة العالمية وغيرهم من المتطوعين الملتزمين بالقضاء على شلل الأطفال.
ويعد مرض شلل الأطفال من أقدم الأمراض التي أصابت الإنسان منذ العصور القديمة، إذ كانت أول معرفة بهذا المرض في عام 1350 قبل الميلاد بوساطة قدماء المصريين، ومنذ ذلك التاريخ عانت البشرية من آثار هذا المرض على صحة الأطفال والمجتمع من خلال تسببه في الإعاقة والوفاة لآلاف من الأطفال.

إحصائية اللقاحات
أظهرت الإحصائيات الرسمية لوزارة الصحة ووقاية المجتمع، التي حصلت عليها «الاتحاد»، أن الوزارة وفرت العام الجاري نحو 220 ألف جرعة تطعيم من أنواع مختلفة للوقاية من شلل الأطفال، من بينها 140 ألف جرعة لقاح للوقاية من المرض و80 ألف جرعة أخرى مركبة ومدمجة للوقاية من عدة أمراض من بينها مرض شلل الأطفال.
وأشارت الإحصائيات، إلى أن وزارة «الصحة» توفر 24 نوعاً من اللقاحات والتطعيمات، منها 14 نوعاً ولقاحاً مدرجة ضمن البرنامج الوطني للتحصين، الذي يوفر التطعيمات للوقاية من 15 مرضاً، لدى حديثي الولادة والأطفال والشباب حتى سن 18 عاماً، و10 أنواع أخرى من التطعيمات توفر للبالغين والفئات ذات الخطورة والمسافرين والعاملين الصحيين.

جهود مشتركة
قال الدكتور حسين الرند، الوكيل المساعد لقطاع المراكز والعيادات الصحية بوزارة الصحة ووقاية المجتمع، في تصريح لـ«الاتحاد»: «الوزارة نظمت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ورشتي عمل تدريبيتين العام الجاري، تتعلق بالتغذية الراجعة حول البرنامج الوطني للاستئصال شلل الأطفال».
وكشف أنه يوجد نظام إلكتروني مشترك مع منظمة الصحة العالمية لمشاركة المعلومات حول التبليغ عن حالات الاشتباه بالإصابة، ويتم متابعة حالات الاشتباه حسب المعايير العالمية، لافتا إلى أن أكثر الفئات عرضة لمخاطر الإصابة بالمرض، الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى.
وأعلن الرند، أنه سيتم رفع تقرير عن جهود الدولة في الوقاية من شلل الأطفال للعام 2019، إلى منظمة الصحة العالمية، مطلع العام المقبل، وفي الغالب سيكون ذلك خلال شهر يناير المقبل، ويستعرض جهود الدولة المقدمة وحالات الاشتباه ونتائج البرنامج الوطني لاستئصال شلل الأطفال.

تأثير اللقاحات
قال وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد: «تعتبر التطعيمات من أفضل التدخلات الطبية وأنجحها للوقاية من الإصابة بالأمراض، وهي إحدى السبل لتقليل الإنفاق في القطاع الصحي».
وأضاف: «تقوم الوزارة بنوعين من الزيارات الميدانية للاطلاع على سير العمل في برنامج التطعيمات الموسع، منها زيارات مركزية وأخرى على مستوى المناطق الطبية».
وأشار الرند، إلى أن هذه الزيارات تستهدف الوقوف على التحديات التي تواجه فرق العمل وتوفير الحلول اللازمة، والدعم المطلوب، بالإضافة إلى تقديم التدريب والتأهيل للكوادر الطبية، لافتا إلى أن الدولة تحافظ على خلوها من مرض شلل الأطفال حيث لم تسجل أي حالات في الدولة منذ عام 1992، وتحرص الوزارة وجميع الجهات الصحية من خلال البرنامج الوطني لاستئصال شلل الأطفال على الحفاظ على معدلات تغطية عالية للقاح شلل الأطفال.
وأكد الرند، حرص الوزارة على التقصي الوبائي النشط للبحث عن أي حالات مشتبه بإصابتها بالفيروس، مع الاستمرار في تنفيذ كافة الإجراءات اللازمة للإشهاد على خلو الدولة من مرض شلل الأطفال وفق توجيهات منظمة الصحة العالمية. وشلل الأطفال مرض فيروسي شديد العدوى يغزو الجهاز العصبي وهو كفيل بإحداث الشلل التام في غضون ساعات من الزمن. وينتقل الفيروس عن طريق الانتشار من شخص لآخر بصورة رئيسة عن طريق البراز، وبصورة أقل عن طريق وسيلة مشتركة (مثل المياه الملوثة أو الطعام) ويتكاثر في الأمعاء.
وتتمثل أعراض المرض الأولية في الحمى والتعب والصداع والتقيؤ وتصلّب الرقبة والشعور بألم في الأطراف. وتؤدي حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال (يصيب الساقين عادة)، ويلاقي ما يتراوح بين 5% و10% من المصابين بالشلل حتفهم بسبب توقّف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها.

أعراض المرض الأولية
وذكر الرند أن مرض شلل الأطفال من الأمراض الفيروسية الخطيرة وشديدة العدوى التي كانت تصيب عدداً كبيراً من الأطفال قبل اكتشاف اللقاح.
وأوضح الرند، أن «فيروس شلل الأطفال يصيب خلايا المخ والحبل الشوكي، ويؤدي إلى ضمور وضعف في العضلات وفقدان القدرة على الحركة، وهو كفيل بإحداث الشلل التام في غضون ساعات من الزمن». وأفاد الرند، بأنه أعراض المرض الأولية تتمثّل في الحمى والتعب والصداع والتقيّؤ وتصلّب الرقبة والشعور بألم في الأطراف، ويمكن للمرض أن يُصيب أي طفل في أي عمر في حالة تعرضه للفيروس، وتعتبر الفئة العمرية ما دون الخامسة عرضة للإصابة بالدرجة الأولى إن لم يكن حصل الطفل على اللقاح بالجرعات المتعددة.
وأكد الرند، أهمية إعطاء اللقاح للأطفال لمنع الإصابة بالمرض، مشيراً إلى وجود نوعين من لقاح شلل الأطفال، منها النوع الأول وهو لقاح شلل الأطفال غير النشط أو المعطل الذي اكتشفه «جوناس سالك» عام 1955، ويُعطى عن طريق الحقن، أما النوع الثاني اللقاح الحي أو المُضعف، الذي اكتشفه ألبرت سابين في عام 1957 وهو لقاح مضاد لشلل الأطفال يُعطى في صورة قطرات عن طريق الفم.

 

 

الاتحاد

إغلاق