سياسة وعلاقات دولية
دبلوماسي: الجالية الروسية الكبيرة على أرض الإمارات تعزّز روابطنا
أكد دبلوماسي روسي أن وجود جالية كبيرة ناطقة باللغة الروسية في دولة الإمارات قد جعل العلاقات بين البلدين أكثر قوة وقربًا، مؤكداً أن الإمارات من أهم الشركاء لروسيا في الشرق الأوسط.
وقال يوري فيداكاس، نائب رئيس البعثة في السفارة الروسية في أبوظبي إن استضافة دولة الإمارات لجالية ناطقة بالروسية – تضم حوالي 100000 شخص، منهم حوالي 40000 مواطن روسي و60000 مواطن من دول الاتحاد السوفييتي السابق – يعزز مفهوم التسامح وقيمته ويقوي العلاقات بين الشعبين العظيمين.
وتعليقاً على الزيارة الرسمية المرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدولة الإمارات الأسبوع المقبل، تحدث الدبلوماسي الروسي مع مجموعة من الصحفيين في أبوظبي حول العناصر والقيم المشتركة التي تربط البلدين الصديقين، مشيراً إلى التسامح باعتباره واحداً من أهم هذه القيم المشتركة.
وأشار إلى احتضان دولة الإمارات أكثر من 200 جنسية على أرضها، وكذلك تستضيف روسيا حوالي 180 جنسية، موضحاً أن الحياة المتناغمة التي ينعم بها أفراد هذه الجنسيات المتعددة في كلا البلدين هي مثال جلي لممارسة «التسامح» في المجتمعات متعددة الثقافات.
تعايش
وقال فيداكاس إن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية الوحيدة في منطقة الخليج موجودة في الشارقة، مشيراً إلى وجود العديد من المساجد في روسيا؛ منوهاً بأن السلطات في منطقة الشيشان الروسية قامت مؤخراً بافتتاح أحد أكبر المساجد في أوروبا ما يعد دليلاً على الوئام والتسامح الديني في كلا البلدين.
وقال إن زيادة حركة السياحة بين البلدين تعزز العلاقات بين الأفراد، مضيفاً أن حوالي 900 ألف سائح روسي زاروا الإمارات العربية المتحدة في عام 2018.
وأوضح الدبلوماسي الروسي أن هناك حوالي 111 رحلة أسبوعياً بين روسيا والإمارات، وأن هناك العديد من الرحلات التي تجلب السياح من مختلف المناطق الروسية إلى الإمارات، خاصة إلى الشارقة ورأس الخيمة والفجيرة، بالإضافة إلى دبي وهذا يدل على العلاقة المتنامية بين مختلف المناطق الروسية ومختلف إمارات الدولة.
علاقات
ولفت إلى أن العلاقات نمت بين حكومتي البلدين حيث حصلت الشارقة على لقب «ضيف شرف مميز» من قبل المنظمين للنسخة الـ32 من معرض موسكو الدولي للكتاب الذي عُقد في سبتمبر وبالمثل، فإن المناطق الروسية المختلفة لها حضور منتظم في العديد من الفعاليات التي تعقد في الإمارات العربية المتحدة.
وأوضح أن لدى روسيا العديد من الجامعات والمؤسسات التعليمية ذات مستوى عالمي، خاصة في مجال التعليم الطبي. وعلى الصعيد السياسي، فإن الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين في السنوات الأخيرة تؤكد على الأهمية التي يوليها كل منهما للآخر.
وأشار إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قد زار روسيا ست مرات خلال السنوات الخمس الماضية. وأضاف الدبلوماسي الروسي أن «إعلان الشراكة الاستراتيجية» الذي وقعه الطرفان الإماراتي والروسي في يونيو 2018 كان خطوة مهمة تعمل كإطار أساسي للتطورات المستقبلية في العلاقات الثنائية.
وأشار إلى أن روسيا كانت من أوائل الدول التي اعترفت بدولة الإمارات العربية المتحدة عندما تأسست في ديسمبر 1971.
وفي معرض حديثه عن التجارة الثنائية – والتي بلغت 3.4 مليارات دولار أمريكي في عام 2018، استنادًا إلى بيانات وزارة الاقتصاد الإماراتية – أعرب المسؤول الروسي عن تفاؤله قائلاً إن العلاقات التجارية ستتحسن بالتأكيد في السنوات المقبلة، مضيفًا «نحن نقدر حقيقة أن الإمارات العربية المتحدة بلد آمن في المنطقة».
وفيما يتعلق بالنقاط المشتركة بين البلدين، قال إن الابتكار أيضا يمثل أولوية لكلا البلدين ويمكننا مشاركة ثمار ابتكاراتنا ويمكننا أن نكون شركاء في التقدم.
5 جامعات
أشار فيداكاس إلى أن هناك خمس جامعات روسية على الأقل تعمل على فتح فروع لها في الإمارات وقد يستغرق الأمر بعض الوقت حيث يتعين عليهم إكمال العديد من الإجراءات الرسمية مثل إصدار الشهادات والمسائل ذات الصلة وفقًا للوائح المحلية.
بوصلة