أخبارالتعليمالصحة والطبتحقيقات وتقاريرجغرافيا

مستشفى الجامعة بالشارقة يجري جراحة إعادة تدفق الدم للشريان البطني

اعتادت سيدة مسنة في الثامنة والثمانين من العمر طهي الطعام بنفسها وتقديم الوجبات لأفراد عائلتها، قبل أن تتراجع رغبتها بالطبخ وتفقد شهيتها للطعام، وتضطر إلى تناول كميات أقل من الطعام يوماً بعد آخر نتيجة لشعورها بألم حاد في البطن بعد ذلك. ورغم أنها لم تشتكي، إلا أن أفراد العائلة لاحظوا حالتها وشعروا بالحزن لما تعانيه، لتبدأ بعد ذلك رحلة الشفاء والتعافي بعد زيارتها مستشفى الجامعة بالشارقة لمعالجة حالتها، ولتستعيد في نهاية المطاف شهيتها للطعام.

وقال أخصائي جراحة القلب و الأوعية و الجراحة العامة بمستشفى الجامعة بالشارقة الدكتور إياد محمد، “عندما راجعتنا السيدة قبل ثلاثة أشهر كانت تعاني من ضعف الشهية وألم في البطن بعد تناول الطعام، يصاحبه تعرق بارد في بعض الأحيان. وكانت هذه الأعراض تبدأ عادة بعد20  دقيقة من تناول الطعام، وتتواصل لمدة من 2 إلى 3 ساعات. ولم يكن لدى السيدة سوابق مرضية، لكنها فقدت نحو 9 كيلو غرامات من وزنها خلال ثلاثة أشهر”.

وأضاف الدكتور إياد: “أظهرت الفحوصات المخبرية عدم وجود مؤشرات مرضية، ولأجل التحقق من المشكلة أجرينا تنظيراً للجهاز الهضمي العلوي وتنظيراً للقولون، أظهرت نتائج طبيعية. وفي النهاية، قررنا إجراء الأشعة المقطعية للبطن بالكمبيوتر لنكتشف بأن السيدة المسنة تعاني من تضييق شديد في الشريان الزلاقي (أول فروع الشريان الأبهر في البطن)”.

ويعتبر تضييق الشريان الزلاقي اضطراباً نادراً يتميّز بألم متكرر بعد تناول الطعام، وعادة ما يصاحب المرض فقدان الوزن، والإسهال، والتعب.

وقال الدكتور إياد: “اقترحنا بعد تحديد الحالة إجراء تصنيع للشريان الزلاقي عن طريق الجلد (جراحة قليلة البضع)، وهي الجراحة التي يمكن أن تساعد على استعادة عافية المريض. وتم إجراء الجراحة والتي استغرقت نحو 50 دقيقة، وتكللت بالنجاح. ولم يصاحب الجراحة أي مضاعفات وغادرت السيدة المستشفى بعد يوم فقط من إجراء العملية”.

تم إجراء الجراحة باستعمال مدخل شرياني هو الشريان العضدي الأيسر، حيث تم إجراء تصوير انتقائي للشريان الزلاقي، وبعد التأكد تماما من الإصابة والتشخيص تم اجتياز منطقة التضييق الشديد باستعمال السلك الدليل ومن ثم توسيع الشريان باستعمال بالون قياسي 3×20 مم و أخيراً زرع دعامة قياس 5×20 مم. والمريضة الجراحة تحت التخدير الموضعي بدون أية مضاعفات، وأُعطيت المميعات الوريدية لمدة 24 ساعة والمميعات الفموية لمدة 8 أسابيع بعد الجراحة.

إن الجراحة الوعائية عبر الجلد تعد جراحة وعائية حديثة، وتغطي 90% من جراحات الأوعية عالمياً وهو ما يتم إجراءه بنجاح كبير في مستشفى الجامعة بالشارقة.

إغلاق