سلايد 1مجلات ودوريات
إبراهيم العوضي: كنا نلعب كرة القدم قبل أذان الفجر
اتسمت الحياة في الماضي بالبساطة والسهولة، حسب الفنان التشكيلي إبراهيم العوضي، خاصة فيما يتصل بملامح رمضان التي لا تغادر ذاكرته. يصف العوضي الأجواء قديماً قائلاً: رمضان اختلف كثيراً عن ذي قبل، في الماضي أثناء طفولتنا كان له طعم خاص عالق في الأذهان إلى الآن بالرغم من البساطة التي عشناها، فكانت الفرجان مثل البيت الكبير، وكان الود والتراحم الصفة السائدة بعكس ما نحن عليه الآن إذ أصبحت معظم العلاقات جافة وافتراضية بسبب التطور التكنولوجي الذي سيطر على حياتنا.
عن العلاقات بين الجيران قديماً، يقول العوضي: كانت عادة الجيران قديماً هي تبادل الأطباق في جو مملوء بدفء المشاعر والمودة، إذ كنت أرى والدتي تعد الوجبات والحلوى في المنزل وترسلها معي ومع أخواتي لتوصيلها للجيران وبالتبادل كانوا يحضرون لنا الحلوى. وكانت ربة البيت هي التي تقوم بإعداد الطعام والخادمات لم يكن موجودات إلا نادراً عند بعض الأسر، وفي ليالي رمضان كنا نلعب كرة القدم قبل أذان الفجر ولعبة «اللبيدة» وهي عبارة عن التخفي من الخصم وعليه أن يتعرف إلى الأماكن التي نختفي فيها حتى يفوز، وكانت الفتيات يلعبن لعبة «الجحيص» وكان البرنامج الديني الشهير للإعلامي محمد عمر الداعوق والذي يذاع على تليفزيون دبي من أشهر البرامج وكان بثه عقب أذان المغرب، كذلك مسلسل «أشحفان» وهو مسلسل كوميدي إماراتي من أكثر المسلسلات شهرة والمرتبطة بالشهر الفضيل. يقول العوضي:كان والدي يصطحبني لأداء صلاة الفجر حاملين «الفنار» أو المصابيح الصغيرة نظراً لأن الشوارع كانت مظلمة والكهرباء غير متوفرة والمؤذن يعلن للصلاة بصوت جهوري مميز يملأ أرواحنا بالسعادة، وكانت الوالدة دائماً تحثنا على الصيام والعبادة وتقدم لنا النصائح، وكنا نشعر بمشقة الصيام في فصل الصيف حيث لا توجد مكيفات وكثيراً نغسل أفواهنا أثناء الوضوء وبارتشاف قطرات من الماء خلسة حتى نروي ظمأنا وهذه من الذكريات العالقة بذهني حتى الآن، وقبل موعد الإفطار كنت أذهب مع والدي للسوق لشراء الفاكهة واحتياجات البيت، وعندما يقترب العيد نجهز ملابسنا الجديدة ومن فرحتنا الشديدة لا نستطيع النوم ونظل طوال الليل في انتظار فرحة وبهجة العيد.
الخليج