الصحة والطبسلايد 1

تستعيد بصرها بعد 15 عاما في “الظلام”

جح “مركز العناية بالعيون” في مستشفى رأس الخيمة، في عملية جراحية نوعية، وصفها ببالغة التعقيد والخطورة، في إعادة “البصر” إلى سيدة، في السابعة والأربعين من عمرها، بعد 15 عاما قضتها في “الظلام”، عانت خلالها من حالة “عمى” شبه كامل، فيما حالت ظروفها المادية دون خضوعها للعلاج خلال عقد ونصف، قبل أن تحظى بمساعدة تلقتها من قبل إحدى المؤسسات الخيرية، لتتاح الفرصة لها للخضوع للعملية الجراحية المنشودة واستعادة نور عينيها، في مشهد أكد المستشفى أنه بعث الكثير من الدموع والفرح العفوي والمعاني والقيم الإنسانية.

وقال د. رضا صديقي، المدير التنفيذي لمستشفى رأس الخيمة: إن المريضة “كينج خاتون لقمان صالح شعبان”، تحمل جنسية جزر القمر، من سكان دبي، تمكنت من رؤية وجهها في “االمرآة” بوضوح، للمرة الأولى منذ إصابتها بالعمى شبه التام قبل 15 عاما، مشيرا إلى معاناتها من مشاكل كثيرة في بصرها، شملت تشوش الرؤية واحمرارا وألما متقطعا في عينيها، وإصابتها بقصر شديد في النظر، وكانت الحالة السيئة لعينيها تحول دون رؤيتها لما حولها، فيما اعتادت المريضة استخدام “قطرات العين” لتخفيف الألم والانزعاج، لكن حالتها المرضية كانت تؤثر بشكل كبير على حياتها، في المقابل حالت أوضاعها المادية دون تلقيها الرعاية الطبية التخصصية خلال وقت مبكر.

وأوضح د. صديقي أن المريضة راجعت المستشفى، حيث التقت د. أرشانا سود، كبيرة الأخصائيين ورئيسة قسم طب العيون في مستشفى رأس الخيمة، وكشفت الفحوص الطبية، التي أجريت لها في “مركز العناية بالعيون”، التابع للمستشفى، عن معاناتها من حالة معقدة من إعتام العدسة في عينيها، جراء إصابتها منذ فترة طويلة بالتهاب في “مقلة العين”. وكانت حالة إعتام عدسة العين، التي أصابتها معقدة بطبيعتها، ما خلق عددا من الصعوبات خلال الجراحة وفترة العناية، التي أعقبتها، لافتا إلى صعوبة تمييز الضوء من قبل المريضة في العين اليمنى، ووجود انحراف في العين نحو الخارج، وتشوش الرؤية للغاية في عينها اليسرى، الأمر، الذي أفضى إلى زيادة نسبة اعتماد المريضة على الآخرين في ممارسة حياتها اليومية.

وخضعت المريضة، وفقا للمدير التنفيذي للمستشفى، لعمليتين جراحيتين معقدتين، يفصل بينهما شهر، أجريت الأولى في العين اليمنى، ثم العين اليسرى، دون الحاجة إلى بقائها في المستشفى خلال الفترة، التي فصلت بينهما، واستغرقت كل عملية ساعة واحدة فقط. وعادت المريضة إلى منزلها في اليوم ذاته بعد أن أمضت نحو 6 ساعات، بما في ذلك فترتا ما قبل الجراحة وما بعدها، مؤكدا أن المريضة نجحت لاحقا في ممارسة شؤون حياتها اليومية بصورة طبيعية، بعد أسبوع واحد فقط من خضوعها للعمليتين في عينيها.

وبينت د. سود، التي أجرت العملية الجراحية، أن الحالة المرضية انطوت على مخاطر عدة، واتسمت بتعقيدها البالغ. وفي ظل المخاطر الشديدة المحتملة، كان من الصعب توقع نتائج العملية الجراحية، نظرا لصعوبة إجراء عمليات جراحية في العيون، التي تعاني قصرا شديدا في النظر. وكشفت الفحوصات الدقيقة أن “الحدقتين” صغيرتان جدا وملتصقتان بالعدسة المصابة ب”الإعتام”، في حين فتح الفريق الطبي، الذي أجرى الجراحة، العين ووسع “الحدقة”، وفتت العدسة المصابة بالإعتام وشفطها، ثم بادر إلى زراعة عدسة اصطناعية قابلة للطي داخل “مقلة العين”، تضمن سرعة تعافي المريضة، لكونها لا تتطلب سوى شق صغير، لا يتجاوز طوله ثمن بوصة، ويلتئم ذاتيا دون الحاجة إلى خياطته.

الخليج

إغلاق