سلايد 1

«الشارقة للخط العربي».. مشهدية بصرية تجمع بين الأصالة والمعاصرة

تنطلق الشهر المقبل فعاليات الدورة الثامنة من «ملتقى الشارقة للخط» تحت شعار «جوهر»، الذي يشير إلى دلالات تتصل بكنه الحياة وجوهرها، وفي هذا التوصيف ما يشير إلى حث الخطاط المبدع على تلمس هذه الدلالات والمعاني، بما يتمتع به من قوة في الطرح والإبداع وصولاً إلى اقتراحات جمالية وبصرية في فنون الخط، تقارب «الجوهر» شكلاً ومعنى، أو هيئة وفكرة، أو مفهوماً باحثاً عن كينونة الأشياء وأصلها.
إن اهتمام الشارقة بملتقى الخط، نابع من تبنيها استراتيجية ثقافية وفكرية ذات بعد إسلامي، لتشجيع الخطاطين الإماراتيين والعرب ومن كافة أصقاع العالم على تجديد رؤاهم وإبداعاتهم البصرية في مجال فنون الخط والزخرفة.
قدم الملتقى عبر دوراته المتلاحقة نماذج خطية باذخة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، انسجاماً مع رؤية الملتقى في تقديم مشهدية بصرية خلاقة ترتفع بالخط إلى مصاف فنون العالم في لقاء تفاعلي وفكري، يجمع بين فنون المشاهدة والسماع على شكل ندوات وملتقيات فكرية متنوعة، تتمحور ضمن عناوين: (المعرض العام، المعرض المعاصر، معارض شخصية، ورش فنية، أنشطة فكرية، إضافة إلى الندوة الدولية الموازية).
الوقوف على بعض ملامح الدورات السابقة مهم، لجهة إبراز الأهمية الكبيرة لهذا الملتقى، الذي يعتبر الأبرز على المستوى العربي والدولي، فقد حظيت الدورة الأولى باهتمام عربي ودولي واسع، وأقيمت خلالها «مسابقة دولية في مجال الخط العربي» بلغت قيمة جوائزها 85 ألف درهم وشارك فيها 166 فناناً من 27 دولة عربية وأجنبية، عرضوا أكثر من 490 لوحة فنية في مجال الخط العربي بمختلف أنواعه.
أما الدورة الخامسة للملتقى، في 2012، فاشتملت على ثراء فني كبير جمع فنون الخط المختلفة في فضاء إبداعي مازج بين الموروث الكلاسيكي للخط وتجلياته المعاصرة ومن خلال نحو 26 معرضاً فردياً وجماعياً وبمشاركة 334 خطاطاً عرضوا نحو 1525 عملاً فنياً في حقول الخط والزخرفة والحروفية، وكان لافتاً في هذه الدورة ميل بعض الخطاطين للاستفادة من وسائل الميديا المختلفة كالفيديو والتراكيب والنظم، لتجسيد ثيمة الدورة التي انعقدت في حينه تحت شعار «كون» وما يحمله هذا الشعار من أبعاد روحية واضحة، هي في الأصل تقع ضمن أبجديات الخطاط العربي المسلم، وهو شعار يتسم بكل تأكيد مع المعنى الروحي الذي يسمو بالنفس ويرتفع بها إلى منطقة شفيفة ونورانية؛ حيث الكون مدى غير منظور شاسع بالأسرار والتأملات والرؤى.
وقد احتضنت الدورة الخامسة 7 معارض دولية تضمنت مشاركة يابانية وأمريكية وفرنسية، كما كرمت ثلاثة من كبار الخطاطين في العالم وهم: حسين كوتلو من تركيا، ومحمد حمام من مصر، ومهدي الجبوري من العراق، تقديراً لجهودهم الواضحة في تطوير فن الخط العربي والحفاظ عليه.
الدورة السادسة لم تقل ألقاً عن سابقتها، وهي التي عقدت تحت شعار «تعارف» وما يحمله هذا العنوان من وحدة وحميمية تجمع الخطاطين على رؤية تعزز مفهوم الواحدية والتشارك، بما يحمل من تمازج لغوي وثقافي وروحي، وبما يتضمنه من تنوع على صعيد الجغرافيا، وانتماء الخطاطين إلى أمكنة مختلفة بين الشرق والغرب والشمال والجنوب.
اهتمت الدورة السادسة بأنواع عديدة من الخطوط المعروفة مثل: (الكوفي، النيسابوري، الفارسي، المغربي، الأندلسي، القيرواني، الطغرائي)، كما انقسمت معارضها إلى جزأين واحد يهتم بأصالة الخط ومصادره الكلاسيكية المعروفة، أما القسم الثاني فاهتم بالفنون الخطية المعاصرة واشتمل على أعمال ولوحات حروفية ونحتية وفنون تركيبية ومفاهيمية شكلت علامات بارزة في تجليات الخط وتقنياته وأساليبه.
وجاءت الدورة السابعة، متميزة في أكثر من مستوى؛ حيث شارك فيها 206 خطاطين قدموا 683 عملاً عكست حيوية الخط العربي بما يشتمل عليه من حروف وزخرفة وتزيين، واستقطبت خطاطين من مختلف دول العالم، وتضمنت معرضاً خاصاً بالإماراتيين بعنوان: «حروف إماراتية» سلط الضوء على إبداعات نخبة من الخطاطين، كما تضمنت معارض فردية وتجارب خطية معاصرة، لعدد من مخضرمي الخط العربي وفنونه.
انعقدت الدورة السابعة تحت شعار «نقطة»؛ حيث تمازجت التجارب واللوحات الخطية في تقديم أشكال هندسية وتجريدية اعتبرت أساساً في بناء الحروف وخلق نظام متوازن للخطوط العربية، على خلاف ما هو معروف في التجريدات غير واضحة المعالم في الفنون التشكلية الأخرى.
كما كرمت نخبة من الخطاطين من بينهم الخطاط الإيراني أوميد رباني، الذي حصل على الجائزة الكبرى للملتقى عن عمله الفني «المرقعات»، وحصل على الجوائز الأخرى خطاطون عرب وأجانب، صاغوا تجليات خطية جمالية ببعد إنساني شفيف متنوع الأفكار والطروحات، واشتملت على نحو 44 معرضاً عاماً وشخصياً و126 ورشة فنية مختلفة، كما عرضت أفلاما تضيء على جماليات فنون الخط العربي في العالم.
تراهن الشارقة على جماليات الخط العربي وفنونه، ويعتبر ملتقاها واحداً من أبرز المهرجان الفنية الدولية المتخصصة التي تعتمد الحرف كمفردة بصرية، وتعكس حيوية الخط العربي وما يتضمنه من تشكيلات بصرية جمالية حضرت لدى الفنان العربي والمسلم منذ أقدم العصور.

مؤتمر صحفي

يعقد غداً في تمام الساعة العاشرة صباحاً في مقر دائرة الثقافة في الشارقة مؤتمر صحفي للإعلان عن تفاصيل الدورة الثامنة لملتقى الشارقة للخط، يتحدث فيه كل من محمد القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة والمنسق العام للملتقى، وعائشة السقطري منسق لجان الملتقى، ونورة بقيش منسق المعارض المعاصرة في الملتقى، وآمنة علوان منسق المعرض العام الملتقى.

الخليج

إغلاق