سياسة وعلاقات دولية

“الشارقة للكتاب”.. تتويج لجهود “سلطان الثقافة”

تنطلق الأربعاء المقبل فعاليات الدورة الـ 37 من معرض الشارقة الدولي للكتاب والذي تحول إلى علامة فارقة استحق عليها المركز الأول عربياً والثالث عالمياً بعد نجاحه في جمع ملايين العناوين والكتب والزائرين تحت مظلة واحدة على مدى ما يناهز الـ 4 عقود.

وتتوج مكانة المعرض العالمية الجهود الكبيرة التي بذلها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة “سلطان الثقافة” الذي أخذ على عاتقه الارتقاء بالحضور الثقافي للأمة العربية والإسلامية .حيث اعتبر سموه الثقافة والاطلاع سبيل الأمم في تحقيق الرقي والإزدهار، وأن التنمية البشرية ستظل قاصرة ما لم تربتط برفع المستوى الثقافي للأمم.

وسار المعرض في مشواره التنويري والمعرفي بخطوات ثابتة وضع دعائمها لينجح في حجز مكانة متقدمة له بين المعارض العالمية التي تعنى بالكتاب.

ويروي معرض الشارقة الدولي للكتاب منذ تأسيسه وحتى اليوم، مسيرة مميزة من النهوض والتطور تشهد عليها التحولات التي شهدها المعرض منذ انطلاق دورته الأولى في العام 1982، وصولاً إلى دورته الـ 37 التي ستشارك فيها 1874 دار نشر لعرض أكثر من 1,6 مليون عنوان.

ولم يتوقف المعرض طوال الفترة الماضية في استحداث المبادرات، وتوسيع مساحات عرض دور النشر المشاركة، واستقطاب الأسماء الإبداعية العربية والعالمية، وتعميق رؤيته ليتحول من معرض سنوي للكتاب إلى مشروع ثقافي متكامل.

البداية كانت في 19 يناير 1982 حيث انطلقت فعاليات الدورة الأولى من المعرض وقدم في دورته الثانية 12 ألف عنوان فيما ارتفع عدد العناوين في الدورة الثالثة في العام 1984 إلى 30 ألف عنوان اشترك في عرضها 254 دار نشر.

وبدأ المعرض في دورتيه الرابعة والخامسة في تعزيز حضوره الإقليمي والعالمي بعد أن شاركت 18 دولة في نسخة العام 1985 ..فيما شاركت 22 دولة بـ44 ألف عنوان في النسخة السابعة للمعرض.

وبعد توقف لم يدم أكثر من عام بسبب الاضطرابات السياسية مطلع التسعينيات من القرن الماضي استأنف المعرض فعالياته بانعقاد الدورة العاشرة التي حظيت بمشاركة أكثر من 476 دار نشر من 30 دولة عربية وأجنبية، عرضت نحو 80 ألف عنوان.

وتجاوز عدد الكتب المعروضة حاجز الـ 100 ألف للمرة الأولى في الدورة الحادية عشرة 1992 .. وفي الدورة الرابعة عشرة 1995 شاركت 666 دار نشر عربية وأجنبية من 30 بلداً، فيما تخطى عدد العناوين المشاركة في الدورة الخامسة عشرة 1996 حاجز الـ 120 ألف عنوان.

ومع دخول الألفية الجديدة شهدت الدورات الـ19 و الـ20 و الـ21 تركيزاً على تكريم الأدباء والوجوه الثقافية المعروفة.

وفي الدورة الثالثة والعشرين 2004 كرم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الناشرين والفائزين بجوائز الكتاب الإماراتي والشخصيات الثقافية في حصن الشارقة.

واستمر المعرض في الارتقاء بمكانته عبر ارتفاع أعداد الدول المشاركة والعناوين عاماً بعد عام.

وفي الدورة التاسعة والعشرين 2010 وقع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على النسخ الأولى من كتابه “حديث الذاكرة”، وشكل عام 2014 محطة فارقة في تاريخ المعرض حيث شهدت الدورة 33 مشاركة 1256 دار نشر من 59 دولة عرضت أكثر من مليون و44 ألف عنوان، فيما تجاوز عدد الزوار المليون زائر.

وتضمنت فعاليات المعرض في ذلك العام قرابة الـ 780 فعالية توزعت بين البرنامج الفكري وبرنامج الطفل ومحطة التواصل الاجتماعي والفعاليات الأخرى.

وواصل المعرض في الدورة الرابعة والثلاثين 2015 تألقه حيث شهد مشاركة 1547 دار نشر من 64 دولة عربية وأجنبية عرضت أكثر من 1.5 مليون عنوان، وقد نجح في استقطاب مليون و227 ألف زائر، وحقق مبيعات تجاوزت 135 مليون درهم.

وشهد المعرض إعلان صاحب السمو حاكم الشارقة، عن مكرمة بقيمة أربعة ملايين درهم لدعم شراء كتب من دور النشر المشاركة، كما شهد إقامة أكثر من 1000 فعالية متنوعة، وللمرة الأولى خصص المعرض جناحاً على مساحة 150 متراً مربعاً للقصص المصورة “الكوميكس”.

وسجلت الدورة الخامسة والثلاثين 2016 من المعرض رقما قياسيا جديدا لعدد الزائرين الذي بلغ 2.31 مليون زائر، كما ارتفعت قيمة المبيعات لأكثر من 176 مليون درهم إماراتي مقارنة مع 135 مليونا في الدورة السابقة.

وفي دورته السادسة والثلاثين 2017 وصل عدد زوار المعرض إلى 2.38 مليون زائر، توافدوا لحضور أكثر من 2600 فعالية على مدار أحد عشر يوماً، قدمها نحو 400 كاتب، ومفكر، ومثقف من 64 دولة.

وتخطت المبيعات للمرة الأولى في تاريخ المعرض حاجز 206 ملايين درهم، بنسبة نمو 17% عن 2016، فيما شهد البرنامج المهني الذي أقيم قبيل المعرض 2800 اجتماع بمشاركة 405 ناشرين ومتخصصين للاتفاق على صفقات بيع وشراء الحقوق.

وأولى المعرض عناية كبيرة ببرنامج “فعاليات الطفل” مقدماً 1632 فعالية بحضور 44 ضيفاً وبمشاركة 20 دولة.

إغلاق