حدّد أولياء أمور طلبة أولويات لاختيار المنهاج الدراسي لأبنائهم في المدارس الخاصة، والتي تتنوّع بين منهاج وزاري ومناهج أجنبية، منها الأمريكي والبكالوريا والبريطاني، ومناهج جاليات متنوّعة منها الهندي والإيراني والفلبيني
ورتبوا الأولويات حسب ظروف كل أسرة، لتأكيد الحرص على التوازن في نفقات المعيشة والتزامات الأسرة الأخرى ورسوم الخدمات التعليمية لأبنائها، مشيرين إلى أن العامل الرئيس لاختيار المنهاج الدراسي للطالب هو الرسوم الدراسة، يليه قدرات الطالب على التحصيل الدراسي، ثم فهم الأسر لمتطلبات سوق العمل، ثم الترشيحات التي يتلقاها ولي أمر الطالب من المحيطين.
وتفصيلاً؛ أكد إبراهيم فؤاد (والد طالبين في الصفين الثالث والسادس)، أنه اختار لابنه الأكبر في الصف السادس حالياً المنهاج البريطاني، بهدف تأسيسه في اللغة الإنجليزية بشكل جيد، موضحاً أن المنهاج البريطاني يعتمد على دراسة اللغة الإنجليزية بشكل مكثف، إضافة إلى عمق المناهج الدراسية التي يدرسها الطالب في هذه المرحلة.
وأشار إلى أن ابنه في الصف السادس يستطيع التعاطي مع المنهاج البريطاني، لأنه أكثر تركيزاً من شقيقه الصغير، لذلك سجل لطفله الأخير في مدرسة تدرس المنهاج الأمريكي، منوهاً بأن المنهاج الأمريكي يتسم بأنه أسهل من البريطاني، ونظام امتحاناته أكثر مرونة.
ولفت إلى أن السبب الرئيس لاختيار منهاج أجنبي لدراسة طفليه، سواء كان أمريكياً أو بريطانياً، هو حاجة سوق العمل إلى خريجين مؤهلين، ويتقنون اللغة الإنجليزية بشكل جيد، لافتاً إلى أن «اختيار المنهاج الدراسي للطالب عند أي أسرة يرتكز في المقام الأول على ميزانيتها، وفي ما بعد تأتي معايير أخرى، منها حاجة سوق العمل التي أنظر إليها لضمان مستقبل طفليّ العملي».
وقال عبدالرحمن صلاح (والد طالب): «اخترت لطفلي المنهاج الوزاري، لأنه الأقل في رسوم الخدمات التعليمية»، موضحاً أنه حاول تسجيل ابنه الذي يدرس في الصف الثاني بأكثر من مدرسة ذات منهاج بريطاني، رغبة منه في تحسين لغة ابنه، ولكن أقل رسوم لمدرسة زارها تدرس هذا المنهاج، تصل إلى 15 ألف درهم، فيما المدرسة التي سجل فيها الطفل فعلياً وتدرس منهاج وزارة التربية والتعليم تصل رسومها إلى 9000 درهم.
ولفت إلى أن اهتمام الأسرة بتعليم الطالب يجعله متميزاً، لذلك تكرّس زوجته جهدها في تعليم ابنه، مضيفاً: «تستطيع زوجتي مساعدة طفلنا خلال مراحل التعليم المختلفة، في المنهاج الوزاري، ولكنها لن تتمكن من متابعته بشكل جيد إذا كان يدرس المنهاج البريطاني أو البكالوريا أو الأمريكي».
وذكرت هيام المحمدي (والدة طالبتين) أنها سجلت لابنتها في مدرسة تطبق المنهاج الأمريكي، بنصيحة من إحدى صديقاتها التي بينت لها أن هذا المنهاج يُعد الأفضل، إذ يوفر تعليماً جيداً للطالب خصوصاً اللغة، وأنه الأسهل في اختباراته، وأقل في كثافة مواده، إضافة إلى أن هذا المنهاج يتيح الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي دون شروط متعددة لمعادلة الشهادة الثانوية.
واعتبرت أن الاستثمار الأفضل لأي أسرة يكون في أبنائها، ولذلك فهي تضحي من أجل تعليمهم وتأهيلهم بشكل يجعلهم قادرين على التعامل مع متغيرات الحياة ومتغيرات سوق العمل، منوهة بأنها تستهدف أن تدرس ابنتاها في جامعات مرموقة، لذلك اقتنعت برأي صديقتها في اختيار المنهاج الأمريكي للدراسة.
وذكرت أن ابنتها الكبرى تدرس حالياً في الصف الـ11، وهي إحدى المتفوقات على مستوى المدرسة، وتستطيع أن تتعامل مع الآخرين باللغة الإنجليزية بشكل جيد، فيما تدرس أختها الصغرى في الصف الثامن، ولديها ملكة الحديث باللغة الإنجليزية بطلاقة، لذلك هي ترغب في دراسة الإعلام باللغة الإنجليزية.
من جانبه، قال المستشار في جمعية المهندسين، البروفيسور غانم كشواني، إن المناهج كافة التي تدرس في الدولة خاضعة لعملية اعتماد وتقييم من الجهات المعنية، ومتاحة لجميع الطلبة.
وأضاف أنه من الضروري أن يعتمد اختيار ولي أمر الطالب المناهج الدراسي الذي يرغب في تسجيل ابنه أو ابنته فيه، على التخطيط للدراسة الجامعية، بحيث يخدم المنهاج الدراسي الذي يدرسه الطالب في المدرسة، التخصص الجامعي الذي يختاره في الحياة الأكاديمية في ما بعد.
وذكر أن المناهج الدراسية في الدولة تتميز بالتنوّع والتطوّر المستمر، فهي تتضمن مجموعة واسعة من المواد التعليمية والأنشطة اللاصفية التي تساعد الطلاب على النمو الشخصي والأكاديمي، وكذلك ترتكز المواد التعليمية فيها على تنمية المهارات الحيوية للطالب مثل التفكير النقدي والإبداعي والتعاون، وتشجع على البحث والاستكشاف والتعلم المستمر.
وقالت الخبيرة التربوية، نورة سيف المهيري، إن اختيار المنهاج الدراسي للطالب عملية شاملة تأخذ في الاعتبار جوانب عدة لضمان توفير تعليم عالي الجودة للطلبة، مشيرة إلى أن أبرز هذه المعايير التي يجب الاستناد إليها عند تحديد المنهاج الأنسب للطالب، هي احتياجات مهاراته، وطرق التدريس وأساليبها المقدمة في هذا المنهاج أو غيره، إضافة إلى أساليب التعلم مثل التعلم النشط أو التعلم القائم على المشاريع الطلابية.
وأضافت أن هناك العديد من المؤثرات التي تتدخل عند اختيار المنهاج الدراسي، أبرزها الميزانية، ورأي ولي أمر الطالب، والتأثر بالتعليقات الواردة من المعلمين والمجتمع المحيط، إضافة إلى التقييم الأكاديمي الذي تجريه الجهات المسؤولة عن التعليم الخاص، واحتياجات سوق العمل.
المصدر / الامارات اليوم