سلايد 1

«المرحوم»… سرد نفسي يحلل تناقضات المجتمع

وصفت رواية «المرحوم» للكاتب المصري حسن كمال، حال صدورها بالمعجزة الأدبية والفلسفية، فقارئها يشعر بأنه يعيش تفاصيل الرواية، سيما وأنها تمزج الفصحى والعامية وتتوغل داخل شخصيات الرواية، وتتميز بنقد بارع للمجتمع.
وقد تلقف القراء الرواية مسلطين الضوء على مضمونها وحبكتها، وما فيها من شخوص وأحداث، كما توقف البعض عند التصميم اللافت لغلاف الرواية، وقد تنوعت آراء القراء بين مادح لها، لما فيها من سرد مشوق، وبين آخرين سلطوا الضوء على بعض سلبياتها، غير أن هذا الإقبال الكبير عليها إنما يكشف جودة الرواية، التي استثارت الذائقة، وهذا يعتبر أحد نجاحات هذا العمل الأدبي، الذي يعتبر الأول في مسيرة مؤلفها، والذي صدرت له تباعاً: «لدغات عقارب الساعة» و«الأسياد».
أحد القراء أعجب بحبكة الرواية، وتدور حول طالب طب يهوى الكتابة، يدخل المشرحة، فيجد نفسه أمام «المرحوم»، عامل المشرحة المسؤول عن حفظ الجثث، هذه الشخصية المركبة لأقصى حد، حيث تكشف تفاصيل اللقاء بين هاتين الشخصيتين عن عالم أكثر قسوة وغموضاً من عالم الأموات.
قارئة تشعر بالتعاطف الشديد مع شخصيات الرواية وتصف العمل بأنه ممتع جداً، سيما وأنه يسلط الضوء على جانب اجتماعي فيه الكثير من المتناقضات، وتقول: «أثرت الرواية في نفسي كثيراً، وتابعتها حتى نهايتها لأتعرف إلى مآلات شخصياتها وما انتهت إليه الأحداث».
ما حمله هذا العمل الأدبي من رؤية مختلفة لعالم مختلف، هو ما يشير إليه أحد القراء، الذي يبدأ تعليقه على الرواية، بسؤال راوده طوال قراءته ل «المرحوم» وهو: هل المرحوم مرحوم حقاً؟ وما كل هذا الغموض المحيط به؟ ليجيب من تلقاء نفسه: «إنه الجسر الواصل بين عالم الأحياء وعالم الأموات، إنه يقف في المنتصف، فلا تستطيع تصنيفه أو إلحاقه بأحد العالمين». ويختم كلامه بالحديث عن أسلوب الكاتب الذي يصفه بالرائع والمتين طوال سرد أحداث الرواية.
وتجذب الرواية أحد القراء، سيما وأنها الأولى في تجربة الكاتب، ويبدي قارئ آخر وجهة نظر مختلفة حول التكرار الممل من وجهة نظره لجملة «الحياة في المقابر»، وجملة «العيش مع الجثث»، وهو يعتقد أن حجم صفحات الرواية كبير جداً، وكان من الممكن إنجاز هذا العمل بأقل من ذلك بكثير.
وفي الإطار نفسه تلحظ قارئة في «المرحوم» نوعاً من الرتابة، وأنها كانت تتوقع أن ترفع سقف توقعاتها بشأن عمل مهم وأفكار جديدة، غير أن ذلك لم يتحقق، سيما وأن الكاتب لم يحسن توظيف أدواته الإبداعية في موضوع شائك له صلة بالموتى، وفكرة انتقال الروح، حيث تشظت الفكرة كما تقول ولم تفض إلى أي شيء.
ويتوقف قارئ عند غلاف الرواية الذي صممه أحمد مراد، ويقول: «قدرة الفنان الإبداعية لا حدود لها، ومرجعيته الفوتوغرافية تنتج أفضل الأغلفة، فجاء غلاف المرحوم بشكل معبر جداً عن مضمون الرواية».
ويتوقف القارئ نفسه عند أسلوب السرد في الرواية، ويصفه بالمبهر، كما يشير إلى إسقاطات الكاتب العميقة، وقدرته على وصف حالة المجتمع المصري، والغوص في أعماقه، وإبراز ما يدور فيه بشكل يوصف بالسهل الممتنع، ويقول: «كان الأسلوب بسيطاً، لكنه عميق للغاية، يصل القارئ ويؤثر فيه».

الخليج

إغلاق