سياسة وعلاقات دولية
دبي تعزز مكانتها كمركز عالمي لصناعة الخيل ورياضات الفروسية
برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تنطلق بعد غد السبت النسخة 27 من كأس دبي العالمي، الحدث الأبرز والأهم عالمياً في مجال سباقات الخيل الذي يؤكد مكانة دبي كوجهة رياضية عالمية المستوى ومركز رئيس على خريطة رياضات الخيل العالمية، بمشاركة صفوة جياد العالم في مضمار “ميدان” التحفة المعمارية الأبرز والأحدث عالمياً على صعيد مضامير سباقات الخيل.
سيجمع الحدث هذا العام 129 حصاناً من 13 دولة ويشارك فيه 78 فارساً دولياً و51 من الإمارات بما في ذلك خيول اسطبلات “جودلفين” الشهيرة لنيل اللقب العالمي الذي يحظى بمتابعة جماهيرية ضخمة والبالغ جوائزه المالية 30.5 مليون دولار.
على مدار السنوات السابقة، قدم كأس دبي العالمي لصناعة الفروسية حول العالم نموذجاً جديداً للتميز، ليس على مستوى السباقات فحسب، بل في كافة مجالات قطاع الخيل، بما يظهره من مستويات عالية للتدريب والقدرة، وما يضمه من خبراء ومختصين في الرعاية الصحية للخيول، ما جعل من إمارة دبي مركزاً عالمياً لهذه الصناعة، حيث تمكنت خلال العقدين الماضيين من تأسيس بيئة متكاملة لرياضة الفروسية نتج عنها العديد من الأبطال والألقاب العالمية.
مركز رئيسي
عن مكانة دبي في تلك الصناعة، قال الشيخ راشد بن دلموك آل مكتوم، رئيس مجلس إدارة نادي دبي لسباق الخيل: ” تعكس مكانة دبي كوجهة عالمية رائدة في تنظيم الفعاليات الرياضية الدولية، ومركز رئيسي عالمي لصناعة الخيل ورياضات الفروسية، رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، “فارس العرب” واهتمام سموه بدعم قطاع الرياضة بشكل عام، سباقات القدرة على وجه الخصوص ما ساهم في تطوير وتقدم سباقاتها محلياً وعالمياً ورفع من كفاءة الفرسان وجاهزية الخيول للمنافسات العالمية.
وأضاف رئيس مجلس إدارة نادي دبي لسباق الخيل: “إن البنية التحتية الاستثنائية التي تتمتع بها دبي في تنظيم واستضافة سباقات الخيول وما تتمتع به من مكانة على خارطة السياحة العالمية، تجعلها المدينة المناسبة للبطولات العالمية الكبرى ككأس دبي العالمي، ويعد مضمار “ميدان” منظومة متكاملة للخيول حيث يعد المضمار الأكبر عالمياً لسباقات الخيل، والأطول بامتداد ـ2400 متر ، كما يضم فندقاً عالمياً بتصنيف خمس نجوم يطل على أفضل مواقع سباقات الخيل حول العالم.”
تراث عريق
ترتبط رياضة الخيول بتراث وأصالة دولة الإمارات كما أنها جزء من تاريخ المنطقة العريق، أما الخيول الشهيرة فيعود أصولها إلى أكثر من 300 عاماً، حيث جرى التهجين بين الفحول العربية “دارلي”، و”جودلفين” و”بيرلي”، ما شكل العامل الأساسي في ظهور السلالات الحديثة من خيول “الثروبريد”، والتي أصبحت جميعها خيول عربية. وقد أسفر اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بالخيل عن تأسيس “جودلفين” الفريق العالمي المختص بتربية الخيول وسباقاتها في أربع قارات انطلاقاً من مقره في دبي.
توسعت سباقات الخيول التي بدأت في تسعينيات القرن الماضي على نطاق دولي في عام 1996 عندما تم تدشين كأس دبي العالمي، بمشاركة أفضل الخيول بما في ذلك “سيجار” وهو أحد أفضل الفحول الأمريكية على مر العصور، الذي فاز باللقب في النسخة الأولى، ما جعل السباق قبلة للرياضين وعشاق الفروسية من جميع أنحاء العالم، ولاحقاً أطلقت دبي كارنفال كأس دبي العالمي في العام 2004 ، وهو سلسلة من السباقات تستمر على مدار تسعة أسابيع و تستضيف اليوم إحدى أقوى المنافسات العالمية في رياضة الفروسية.
قصص نجاح
شهد كأس دبي العالمي منذ تدشينه العديد من قصص النجاح والانتصار، وبروز أبطال جديدة على الساحة الدولية، ففي العام 2000، حصد الجواد “دبي ميلينيوم ” المركز الأول في أول ظهور له في مضمار ند الشبا و قد وصف انتصاره بأكثر الانتصارات إثارة للإعجاب التي تم تحقيقها في هذا الوقت، بينما في 2008 فاز “كورلين” الأمريكي بالمركز الأول. وفي العام 2011 منح الجوادين “فيكتوريا بيسا” و”ترانسد” اليابان فوزهم الأول بالمركزين الأول والثاني. أما في العام الذي يليه عادت اسطبلات جودلفين للصدارة حينما أنهى “منتريسو” السباق بوصوله لخط النهاية أولاً وتبعه “كابوني” في مشهد لا ينسى في تاريخ السباقات.
وفي العام 2017 أبهر البطل “أروقيت” العالم بوصوله خط النهاية وحصوله على فوز وصفه الكثيرين بالصعب، بعد تعرض لبعض العراقيل في بداية السباق وتخطيه لسبعة عشر فارساً عالمياً. في حين أظهر الجواد “ثندر” في عامي 2018 و2019 براعة منقطة النظير بفوزه لعامين على التوالي وذلك في نجاح لم يحققه خيل من قبل في تاريخ كأس دبي العالمي. وفي العام 2021 سجلت الإمارات فوزها الثالث عشر بحصول “ميستك قايد” على المركز الأول وهو الفوز الحادي عشر لأحد فحول فريق “جولدفين”.
مركز عالمي للمستثمرين
إلى جانب البنية التحتية العالمية، تتمتع دبي بمناخ شتوي ملائم يجعل منها مكاناً مناسباً لإقامة البطولات، حيث يصعب على العديد من وجهات سباقات الخيل الرئيسية في أوروبا وحول العالم استضافة سباقات الخيل في فصل الشتاء مع درجات الحرارة المنخفضة. وقد باتت دبي مركزاً للمستثمرين الراغبين في الانخراط في قطاع الرياضة على مدار العام، كما أنها وجهة مفضلة لمحبي الفروسية وخبراء رياضات الخيل والمستثمرين في هذا القطاع.
فعاليات عالمية
أطلقت دبي العديد من المبادرات لدعم سباقات الخيول العالمية خلال السنوات القليلة السابقة، بما فيها زيادة قيمة الجوائز للمواسم التي انعقدت بين عامي 2021 و2022 ما عزز مكانة دبي كمركز عالمي لسباقات الخيل، كما منحت المبادرات الجديدة التي ساهم فيها المستثمرون المحليون بقيمة تقارب مليار ونصف درهم إماراتي، دفعة قوية لنمو وتطور الصناعة على مستوى العالم، وشهد الإمارة إطلاق ملتقى دبي للفروسية في العام 2021، بالشراكة بين نادي دبي للفروسية ونادي دبي لسباق الخيل، ليجمع المستثمرين من جميع دول العالم لعقد شراكات واكتشاف أحدث الابتكارات والحلول والتقنيات في هذا القطاع.
محافل سنوية
استضاف نادي دبي لسباق الخيل مزاد دبي “بريز اب” بالتعاون مع دار المزادات “جوفز” العالمية في شهر مارس الجاري، وهو مزاد عالمي للمهور التي تنتمي إلى أقوي السلالات يجمع من الملاك والمشترين من العديد من الدول، كما استضافة الإمارة معرض دبي الدولي للخيل الذي يعد أحد أهم المحافل السنوية العالمية في قطاع الفروسية، حيث استقبل 60 عارضاً من 35 دولة. وشهد الحدث حضور العديد من الموردين وملاك والمربين والاسطبلات والنوادي المتعلقة بسباقات الخيل، معززاً كمركز رئيس يجمع أطرف الصناعة تحت سقف واحد.
رعاية متكاملة
تقوم دبي بدور حيوي في تطوير عملية التهجين وتدريب الخيول، ويعكف فريق اسطبلات “جودلفين” على إعداد ألفاً من الجياد حول العالم للسباقات، وتقديم أفضل أشكال الرعاية المتكاملة للخيل، وعلى رأسها الرعاية الصحية للخيول، من خلال ما تضمه الإمارة من المستشفيات والعيادات المتخصصة، بما في ذلك مستشفى دبي للخيول التي تقدم جملة من العلاجات والخدمات المبتكرة وفق أعلى المعايير الدولية.
المصدر : البيان