سياسة وعلاقات دولية

30 يوماً على انطلاق أول رائد فضاء إماراتي إلى «المحطة الدولية»

أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء، عن انطلاق أول رائد فضاء إماراتي، هزاع المنصوري، إلى محطة الفضاء الدولية، بعد 30 يوماً من الآن، حيث يبدأ انطلاق الرحلة إلى محطة الفضاء الدولية في الخامسة و56 دقيقة مساء بتوقيت الإمارات يوم 25 سبتمبر المقبل، ويتم الوصول إلى المحطة في الثانية عشرة مساء (منتصف الليل)، على أن يتم فتح البوابة بعد ساعتين من الوقت المذكور. وأكد المركز أنه سيتم التأكد من الالتحام بطريقة صحيحة، ليتم بعدها الانتقال من المركبة إلى محطة الفضاء، لإجراء مجموعة من التجارب العلمية. وأشار المركز، إلى انتهاء الفحوصات الطبية لرائد الفضاء الإماراتي بعد أيام من الآن، ليتم بعدها الامتحان النهائي في روسيا في غضون الأيام القليلة المقبلة، وينتقل رائد الفضاء الإماراتي، هزاع المنصوري، إلى كازاخستان لبدء مرحلة الاستعدادات النهائية للترتيبات المتعلقة بانطلاق مركبة الفضاء إلى الفضاء. وكشف المركز، أنه سيتم تنفيذ 19 تجربة عملية خلال الرحلة إلى الفضاء، منها 6 تجارب على متن المركبة الفضائية، حيث سيتواجد الفريق الفضائي، وسيقضي 8 أيام على متن المركبة الفضائية.
كشف المركز، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بالمناسبة، أمس في فندق أرماني بمنطقة برج خليفة في دبي، أن رائد الفضاء الإماراتي، هزاع المنصوري، سيحمل معه حوالي 10 كيلو جرامات، من الأغراض الرمزية التي لها علاقة بتراث وثقافة وتاريخ دولة الإمارات، والأدوات التي سيستخدمها على متن محطة الفضاء الدولية.
وتنقسم المحتويات إلى أشياء رمزية، مثل علم الإمارات والشعارات، والتي من الممكن عودتها من محطة الفضاء الدولية إلى الأرض عليها ختم المحطة؛ حيث سيتم وضعها في المتاحف أو توزيعها كتذكار للقيادة الرشيدة في الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى 30 بذرة لشجرة الغاف ستعود إلى الأرض من الفضاء لتزرع في كافة أنحاء الإمارات، وذلك احتفاءً بعام التسامح.
كما يحمل المنصوري، متعلقات شخصية، مثل صور لعائلته وبعض الذكريات، وكذلك يصطحب علم الإمارات المصنوع من الحرير 100%، وصورة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تجمعه مع وفد من رواد فضاء أبولو، إضافة إلى نسخة من القرآن الكريم، وكتاب «قصتي» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وكتاب مركز محمد بن راشد للفضاء «السباق نحو الفضاء».
كما سيحمل معه القصص والأشعار والرسومات الفائزة في مسابقة «أرسل إلى الفضاء» التي أطلقها المركز سابقاً.

شراكات جديدة
وتحدث يوسف حمد الشيباني، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، عن التفاصيل الكاملة لمَهمة إرسال أول رائد فضاء إماراتي، إلى محطة الفضاء الدولية، لإجراء مجموعة من التجارب العلمية، مشيراً إلى أن التحضيرات لهذه المهمة بدأت في الثالث من سبتمبر عام 2018، من خلال عدة تدريبات لكل من هزاع المنصوري، وسلطان النيادي، تحضيراً للمهمة التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى.
وأعلن الشيباني، عن إبرام شراكات واتفاقات تعاون مع جهات ومؤسسات محلية واتحادية، من مختلف المجالات، لتكون جزءاً من هذا الحدث التاريخي؛ ومنها شراكة مع جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، وقام المركز من خلالها باختيار الطبيبة الإماراتية حنان السويدي، «كطبيب رواد الفضاء» في مهمة انطلاق أول رائد فضاء إماراتي.
وبلغ عدد ساعات التدريب الإجمالي لرائدي الفضاء، قضاها هزاع المنصوري وسلطان النيادي، أكثر من 1400 ساعة، وعدد الدورات التدريبية وصل إلى أكثر من 90 دورة.

التجارب العلمية
حول تفاصيل التجارب العملية التي سينفذها رائد الفضاء، هزاع المنصوري، قال الشيباني: «16 تجربة علمية بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية، منها الروسية روسكوسموس، ووكالة الفضاء الأوروبية «إيسا».
وأضاف: «بينها 6 تجارب على متن محطة الفضاء الدولية لدراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان في الفضاء، مقارنة بالتجارب التي أجريت على سطح الأرض، ودراسة مؤشرات حالة العظام، والاضطرابات في النشاط الحركي، والتصور وإدراك الوقت عند رائد الفضاء، إضافة إلى ديناميات السوائل في الفضاء، وأثر العيش في الفضاء على البشر».

الدولة رقم 19
من جانبه، قال سالم المري، مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية في مركز محمد بن راشد للفضاء، ومدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء، إن «مهمة إرسال أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية تضمنت عدة مراحل، وتطلبت بذل الكثير من الجهد من أبناء الإمارات».
وتابع المري: «بوصول هزاع المنصوري في سبتمبر إلى المحطة الدولية، ستصبح دولة الإمارات العربية المتحدة الدولة رقم 19، التي ستساهم في الأبحاث العلمية عن طريق بيانات سيقدمها هزاع المنصوري مرتبطة بجسم الإنسان وحياته، خاصة أنه سيكون أول رائد فضاء من المنطقة العربية يشارك في هذه الأبحاث».

إجراءات إضافية
قال سعيد كرمستجي، مدير مكتب الرواد بمركز محمد بن راشد للفضاء، إنه «خلال هذه الفترة، سيقوم رواد الفضاء من الطاقمين، الرئيسي والبديل، برفع أعلام الدول الثلاث: الإمارات العربية المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية، وعلم روسيا الاتحادية، كما يقومان بالإمضاء على جدار متحف سيرجي كوروليف، وهو كبير مهندسي ومصممي الصواريخ الفضائية للاتحاد السوفييتي في فترة أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي».
وسيزرع رائد الفضاء هزاع المنصوري، شجرة في ممر حديقة رواد الفضاء، بمركز بايكونور الفضائي، ضمن تقاليد المرة الأولى لرواد الفضاء.

فريق المحطة الأرضية
يعمل فريق متخصص من المهندسين الإماراتيين، في محطة التحكم الأرضية، لإدارة مَهمة أول رائد فضاء يصعد على متن محطة الفضاء الدولية، من خلال التواصل واستقبال المعلومات وتوزيعها على المحطات الأرضية الأخرى، والتي تشمل 4 محطات. وقال المهندس عدنان الريس، مدير برنامج المريخ 2117 في مركز محمد بن راشد للفضاء، ومسؤول المحطة الأرضية: «إن مهمة فريق المحطة الأرضية تقوم على التواصل مع هزاع المنصوري أثناء وجوده على متن محطة الفضاء الدولية، إضافة إلى متابعة خطة العمل والنشاط اليومي لرائد الفضاء من خلال التواصل اليومي صباح كل يوم». وأضاف، أن «المحطة الأرضية ستكون مسؤولة عن استقبال المعلومات والفيديوهات والصور، إضافة إلى نتائج التجارب العلمية، التي سيجريها رائد الفضاء الإماراتي، هزاع المنصوري، على متن محطة الفضاء الدولية».
وتابع، أن الفريق سيكون مسؤولاً عن الأحداث التي تبث مباشرة من محطة الفضاء الدولية، وذلك بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية؛ وسيتوزع الفريق على محطات في مختلف أنحاء العالم، مضيفاً أن «المحطة الرئيسية في مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي، ستعمل على جمع المعلومات وتوزيعها على باقي المحطات».
وأوضح، أن مركز محمد بن راشد للفضاء، وقع اتفاقية تعاون مع جمعية الإمارات لهواة اللاسلكي، لبناء محطة اللاسلكي الأرضي، داخل المركز، للتواصل مع أول رائد فضاء إماراتي أثناء وجوده على متن محطة الفضاء الدولية، مشيراً إلى أنه تمت تجربتها في اتصال مباشر مع رائد فضاء روسي موجود حالياً على متن محطة الفضاء الدولية. وأشار إلى أن هناك أكثر من طريقة للتواصل مع هزاع المنصوري؛ منها بالصوت والصورة عن طريق بث الفيديو المباشر في الأنشطة التعليمية ومنها بالصوت فقط.

أقسام التجارب العلمية
تنقسم المهمة العلمية، التي سيقوم بها هزاع المنصوري، إلى ثلاثة محاور: المحور الأول يشمل التجارب العلمية والتي تم تحديدها بالتعاون مع شركاء عالميين، منها وكالة الفضاء الأوروبية (إيسا)، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية (جاكسا) ووكالة الفضاء الروسية (روسكوسموس)؛ ويشمل المحور الثاني تجارب مبادرة «العلوم في الفضاء»، وهي تجارب علمية بسيطة تم اختيارها بناء على منهج المدارس في الدولة، فيما يشمل المحور الثالث، المبادرات التعليمية، بالتنسيق مع وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية (جاكسا).
وأوضحت نورة الرفيع، رئيس فريق المبادرات التعليمية لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء، أن الإعداد للتجارب العلمية، التي ستجرى في الفضاء، بدأ بإطلاق مركز محمد بن راشد للفضاء مبادرة «العلوم في الفضاء» لطلاب مدارس الدولة؛ انطلاقاً من مساعي المركز؛ لتمكين الأجيال الجديدة وتشجيعهم على الاهتمام بعلوم الفضاء؛ حيث تم اختيار مجموعة من التجارب العلمية التي نفذها طلاب المدارس على الأرض؛ لتنفيذها على متن المحطة الدولية.
وتجرى 16 تجربة علمية، تشمل تجارب فيزيائية وبيولوجية وكيميائية، بينها 6 تجارب ستجرى في بيئة منعدمة الجاذبية تقريباً، على متن محطة الفضاء الدولية، سيتم من خلالها دراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان داخل المحطة، مقارنة بالتجارب التي أجريت على الأرض، وهي المرة الأولى التي سيتم فيها هذا النوع من الأبحاث على شخص من المنطقة العربية.
وتتضمن التجارب العلمية، دراسة التنظيم المستقل لنظام القلب والأوعية الدموية، وديناميكا الدم المركزية، وتأثير عوامل رحلة الفضاء على التوزيع المكاني لطاقة انقباضات القلب، ودراسة مؤشرات حالة العظام، وتكوين الجسم، وتنظيم الغدد الصماء في رواد الفضاء قبل وأثناء وبعد الرحلة على المدى القصير، إضافة إلى تأثير الغذاء على العظام.
إضافة إلى ذلك سيتم دراسة آليات العمل وكفاءة مختلف التدابير المضادة ضد الاضطرابات في النشاط الحركي لرائد الفضاء في ظروف الطيران الفضائي، ودراسة تأثير الجاذبية الصغرى على نمو الخلايا والكائنات الدقيقة والجينات، ومعدلات إنبات البذور والفطريات والطحالب، وتأثير المضادات الحيوية على البكتريا، والتفاعلات الكيميائية الأساسية في الفضاء.
وسيتم خلال رحلة الـ8 أيام، على متن محطة الفضاء الدولية، دراسة تصور وإدراك الوقت عند رائد الفضاء، باستخدام نظارات VR، من خلال تمارين معدة مسبقاً لقياس مدى إدراك الوقت وسرعته في الفضاء.
وأكدت الرفيع، أن «التجارب العلمية، التي سيجريها هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي، على متن محطة الفضاء الدولية، ستسهم بشكل كبير في إثراء التقدم العلمي لخدمة البشرية، إضافة إلى تحقيق المزيد من الإنجازات في صناعة وعلوم وأبحاث الفضاء».

خطة الإقلاع والهبوط
أوضح مركز محمد بن راشد للفضاء، أن عملية إطلاق المركبة الفضائية «سويوز إم 15»، ستتم باستخدام صاروخ سويوز، الذي يحتوي في الجزء العلوي على مركبة الفضاء سويوز. وتتكون المركبة من ثلاثة أجزاء، تشمل الوحدة المدارية التي تحتوي على مرافق مختلفة للرواد تمكنهم من النوم والأكل واستخدام دورة المياه فيها.
كما تحتوي على مخزن بضائع، وفي المقدمة وحدة الالتحام، والجزء الأوسط، ويشمل وحدة الهبوط؛ حيث يجلس رواد الفضاء أثناء عمليات الإقلاع والهبوط، ومن خلاله تتم عمليات التحكم بالمركبة، والجزء الأخير ويشمل وحدة الدفع التي تحتوي على وقود ومحركات مركبة سويوز. وأوضح سعيد كرمستجي، مدير مكتب الرواد بمركز محمد بن راشد للفضاء، أنه «سينطلق الصاروخ المحمّل بمركبة سويوز أم أس 15 في تمام الساعة 5:56 مساء بتوقيت دبي. والوصول سيكون في منتصف الليل؛ أما فتح بوابة المركبة إلى محطة الفضاء الدولية فسيكون بعد ساعتين من التحام المركبة؛ وذلك للتأكّد من إجراءات السلامة بشكل وافٍ ».
وقال: «أما في عملية الهبوط والتي ستكون في يوم 4 أكتوبر، فتحدث عملية الانفصال خلال المدار النهائي من قبل حوالي ثلاث ساعات ونصف من لحظة الهبوط على الأرض. وعلى ارتفاع يتراوح بين 1.1 و 0.8 متر من الأرض، يصدر مقياس الارتفاع أمراً بإطلاق محركات DMP».
وأضاف: «يتم إطلاقها على بعد حوالي 0.7 متر فوق سطح الأرض، مما يقلل من سرعة نزول الكبسولة إلى ما بين 0 و 3 أمتار في الثانية، وهبوطها على الأرض بهدوء وسلاسة، شمال شرق مركز بايكونور».

نقل مباشر
أكّد مركز محمد بن راشد للفضاء، أنه «سيكون هناك مكان مخصص في مقر المركز؛ لمتابعة عملية الإطلاق إلى محطة الفضاء الدولية، وكذلك الهبوط إلى الأرض؛ كما سيقوم المركز بنقل مباشر لهزاع المنصوري، خلال تواجده على متن محطة الفضاء الدولية، من خلال عدد من الجلسات الحية، بعضها سيكون صوتاً وصورة وأخرى بالصوت، فيما تقوم «مؤسسة الإمارات» بإدارة هذه الفعاليات التي ستجمع الطلاب والجمهور».

إماراتية طبيبة رواد فضاء
عيّن مركز محمد بن راشد بالتعاون مع جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، الدكتورة حنان السويدي، كطبيب رواد الفضاء لهذه المهمة.
وتتولى الدكتورة حنان مسؤولية التأكّد من صحة رواد الفضاء خلال فترة العزل الصحي، وسوف تتابع الحالة الصحية للمنصوري خلال تواجده على متن المحطة، وستكون من ضمن الفريق الطبي الدولي المخصص الذي سيشرف على وضع هزاع الطبي، فور عودته من الفضاء، في مكان مخصص لفحص رواد الفضاء عند موقع الهبوط، كما ستقوم بمتابعة حالته الصحية لفترة ما بعد العودة إلى الأرض.
والدكتورة حنان السويدي، هي أستاذ مساعد في طب الأسرة في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم، تخرجت في جامعة الإمارات في عام 2005، وحصلت على زمالة المجلس العربي للتخصصات الطبية والكلية الملكية للممارسين العامين في طب الأسرة عام 2011. كما حصلت على درجة الماجستير في الصحة العامة، ودبلوم في إدارة مرض السكري من دولة الإمارات العربية المتحدة ومركز دبي للسكري، إضافة إلى شهادة في المعلوماتية والسلامة والجودة والقيادة من جامعة هارفارد عام 2016، ولديها العديد من الاهتمامات البحثية والمنشورات في مجالات الصحة السريرية.

 

 

الاتحاد

إغلاق