أخبارالصحة والطب

«الروبوت الصيدلي» يصرف 90 دواءً في الدقيقة.. ويخدم 800 مريض يومياً

دشنت مدينة الشيخ خليفة الطبية صيدليتها الذكية الأولى، التي تعتبر أكبر الصيدليات الذكية على مستوى الإمارة، وتعتمد على روبوت صيدلي ذكي لتحضير وصرف الأدوية ومراقبة سلامتها، وذلك في خطوة تهدف إلى تسريع عملية صرف الأدوية للمرضى، بشكل يضمن السلامة الدوائية والكفاءة العالية. وتخدم الصيدلية الذكية نحو 800 مراجع يومياً، وتراوح مدة صرف الأدوية الموصوفة من 8 إلى 10 ثوانٍ، بوساطة روبوت خاص، بمتوسط سرعة يقترب من 90 علبة دواء في الدقيقة، ما يعادل 5400 علبة دواء في الساعة.

وأوضحت «المدينة»، في مؤتمر صحافي عقدته بمقرها، أن برمجة النظام في الصيدلية الذكية يعزّز الهدف الرئيس للخدمات الصيدلانية في المستشفى، وهو ضمان سلامة المرضى، من خلال رفض تخزين الأدوية التي تقلّ صلاحيتها عن ثلاثة أشهر. كما تتميز الصيدلية الذكية باحتوائها على جهاز تنبيه يعمل على مدار الساعة، طوال أيام الأسبوع، لقياس درجات الحرارة ومعدلات الرطوبة، مع إمكان الاتصال الفوري في حال حدوث أي خلل يؤدي إلى تعطل الجهاز، ما يتيح فرصة الاستجابة السريعة من فريق الصيدلية، وتقديم الدعم الفني لمعالجة السبب، وتجنب تلف الأدوية.

ويعمل نظام الصيدلية الذكية بتقنيات فائقة المستوى، من خلال وضع رقم تسلسلي تعريفي خاص بكل دواء (متعارف عليه دولياً باسم: باركود)، الهدف منه هو تحقيق الدقة في نوعية الدواء وكميته وطريقة تخزينه، ما يقلل احتمالات الخطأ في صرف الأدوية، ويسهم بشكل كبير في تقليل رحلة الدواء من أرفف التخزين إلى نوافذ الصرف.

ورُبط مشروع الصيدلية الذكية بنظام «ملفي» الإلكتروني، الذي أطلقته شركة «صحة» سابقاً، وهو يوفر سجلاً صحياً رقمياً للمرضى، حيث تتم طباعة المعلومات المرسلة من نظام «ملفي» وتشمل معلومات المريض والوصفة على علبة الدواء مباشرة.

وأعلن المدير التنفيذي للعمليات في شركة صحة، الدكتور محمد الزعابي، أن عدد الصيدليات الذكية في أبوظبي وصل إلى خمس، هي صيدليات كل من مستشفى الرحبة، ومستشفى توام، ومدينة الشيخ خليفة الطبية، ومركز بني ياس الصحي، إضافة إلى مركز عود التوبة بمدينة العين، مشيراً إلى أن الصيدليات الذكية لها أثر كبير في إسعاد المرضى، وتأتي ضمن الأهداف الاستراتيجية الجديدة لشركة صحة.

وقال مدير الصيدلة في مدينة الشيخ خليفة الطبية، الدكتور رفيق كرم يوسف، إن «للصيدلي دوراً أساسياً ضمن نظام الصيدلية الذكية، فبعد أن يقدم المراجع بطاقة التأمين الخاصة به، يراجع الصيدلي الوصفة، ويتأكد من صحتها، ويشرح للمراجع طريقة استخدام الأدوية والتفاعلات الدوائية المحتملة، ويجيب عن الاستفسارات، وفي تلك الأثناء تجلب الذراع الروبوتية الدواء الموصوف وتطبع بيانات المريض والوصفة باللغتين العربية والإنجليزية، وتلصقها على العلبة، ثم ترسلها إلى الصيدلي عبر حزام خاص بالجهاز».

فيما أكد مدير المشروع مدير إدارة الخدمات الهندسية في مدينة الشيخ خليفة الطبية، المهندس محمد الهاجري، أن الروبوت يأتي ضمن منظومة من المبادرات والإنجازات التي تتوافق مع الأهداف الاستراتيجية لشركة صحة، التي تتضمن تطبيق الأنظمة التكنولوجية المتطورة، وتحديث وتطوير الخدمات التي تحقق سعادة المرضى، من خلال تقليل ساعات الانتظار وحمايتهم من الأخطاء الدوائية، إضافة إلى أن الصيدلية الذكية تتوافق مع توجهات القيادة في جعل الابتكار منهجاً راسخاً، وأسلوب حياة يعزّز مكانة الإمارات كمركزٍ رائد عالمياً في مجال الابتكار في الخدمات الدوائية والعلاجية.

من جانبها، ذكرت مشرف صيدلية العيادات التخصصية في مستشفى مدينة الشيخ خليفة الطبية، الدكتورة ميادة الطنيجي، أن أكثر من 2000 مريض يترددون على الصيدلية يومياً، وأن عدد المراجعين الذين استقبلتهم الصيدلية منذ بداية العام تجاوز 97 ألف مراجع، منهم نحو 5000 مراجع من مرضى زراعة وغسيل الكلى.

وأشارت إلى أن الصيدلية الذكية تقضي على احتمالية وقوع خطأ في صرف الأدوية، وتقلل وقت انتظار المريض 30 إلى 45 دقيقة، إلى ما يراوح بين خمس و10 دقائق، مضيفة أن المدة التي سيستغرقها الروبوت في تحضير الدواء وتجهيزه بعد وصول موافقة التأمين لا يزيد على 10 ثوان.

العنصر البشري

أفاد مدير الصيدلة في مدينة الشيخ خليفة الطبية، الدكتور رفيق كرم يوسف، بأن الهدف من استخدام الروبوت هو مساعدة العنصر البشري على رفع مستوى العمل، بدلاً من القيام بالوظائف المتكررة دائماً، الخاصة بتحضير الأدوية ووضع الملصقات عليها. وحتى يتاح للصيدلي وقت أكثر مع المريض، مشيراً إلى وجود روبوتين في الصيدلية حالياً، ويمكن إضافة روبوت ثالث في المستقبل.

وقال كرم إن «الروبوت جاهز للعمل 24 ساعة في اليوم، ونسبة الخطأ تكاد تكون معدومة، لأنه لا يعمل تحت ضغط عصبي».

وأكد أن دخول الروبوت مجال العمل الصيدلي لن يغني عن الصيادلة، لأن جزءاً كبيراً من مهنة الصيدلي مرتبط بالتعامل مع المريض نفسه، وبالتالي فإن وجود عنصر بشري، خصوصاً مع اختلاف المرضى وثقافاتهم وطبيعة مرضهم، هو أمر بالغ الأهمية.

إغلاق