أطلق مزارعون مواطنون مبادرة تطوعية باسم «قمح الإمارات» عبر تطبيق «واتس أب» لتوزيع بذور القمح (التقاوي) مجاناً على المزارعين، بهدف دعم المزارع المحلية وتشجيع زراعة القمح في الدولة، ونجحوا في ضم 145 مزرعة للمشروع، الأمر الذي يتوقع أن يسهم في إنتاج نحو 50 طناً من القمح في موسم حصاده خلال الأسبوعين المقبلين.
وقال المشرف على المبادرة، المزارع حميد عبيد الزعابي، لـ«الإمارات اليوم»، إن فكرة مشروع زراعة القمح في الدولة بدأت من خلال إنشاء «قروب» على تطبيق «واتس أب» يضم 14 مزارعاً على مستوى الدولة، حيث عملوا على طرح الأفكار والابتكارات حول ثقافة زراعة القمح وآلية حصاده في البيئة الصحراوية.
وأوضح أنه تم التعاون مع المزارعين، وإطلاق حملة لتوزيع بذور القمح (التقاوي) بمختلف أنواعها مجاناً، سواء التي تصلح للخبز أو الزراعة، وبكل أحجامها الطويلة والصغيرة، لافتاً إلى أن بعض الزارعين استجابوا للمبادرة وقاموا بتسميد أراضيهم وريها، لتحديد جودة القمح ومدى استجابته للأرض المحلية.
وأضاف الزعابي أنه «فور زراعة القمح في موسمه من أول نوفمبر حتى مارس قبل عامين، بدأنا في حصاد محصول وفير من القمح، حيث بدأنا المشروع بـ14 مزارعاً، ووصلنا حتى الآن إلى 145 مزارعاً بعد نجاح المبادرة».
وأشار إلى أنه مع بداية شهر نوفمبر الماضي قمنا بتوزيع بذور القمح على المزارعين المنضمين للمشروع، وسيتم موسم الحصاد خلال الأسبوعين المقبلين، متوقعاً جني أكثر من 50 طناً من القمح، متابعاً أن المبادرة وفرت للمزارعين بذور القمح وآلات حصاد من أجل تشجيع المزارعين المواطنين على زراعة القمح.
وأوضح الزعابي أن المزارعين المشاركين في المبادرة وضعوا خطة عمل تتضمن توزيع الأدوار والمهام بينهم، حيث تولى بعض الزارعين زراعة القمح في المرة الأولى، على أن يقوموا في موسم حصاده بتوزيع بذوره على بقية المزارعين في الدولة.
وشرح أنه على سبيل المثال يتم منح مزارع 20 كيلوغراماً من القمح لزراعته، بحيث تنتج له في موسم الحصاد 300 كيلوغرام، يأخذ منها 200 كيلوغرام للاستخدام الشخصي، ويوزع 100 كيلوغرام على مزارعين آخرين، لافتاً إلى أن هذه الآلية أسهمت في زيادة إنتاج القمح وزيادة عدد المزارع التي قامت بزراعة القمح إلى أكثر من 100 مزرعة على مستوى الدولة.
وتابع الزعابي أن «المزارعين نجحوا في زراعة القمح خلال السنوات الماضية، أسوة بأجدادنا الذين قاموا بزراعته على سفوح الجبال في المنطقة الشرقية وفي رأس الخيمة، حيث أخذنا منهم الخبرة في دمج القمح بالتربة من خلال تخصيبها بالأسمدة العضوية الخالية من أي مواد كيماوية أو مبيدات».
وأشار إلى أنه بمجرد تخصيب التربة وريها بالماء، سواء بمياه الأمطار في حال سقوطها أو بريها عن طريق الآباء الجوفية أو المياه التي تتوافر لدى المزارعين، تصبح الأرض جاهزة للزراعة، حيث يتم ري المحصول مرتين أسبوعياً، لأن القمح لا يستهلك كثيراً من الماء حسب التجارب التي قام بها المزارعون.
خطة مستقبلية لتسويق القمح
أفاد المشرف على المبادرة التطوعية، المزارع حميد عبيد الزعابي، بأن إنتاج القمح العام الماضي راوح بين 15 و20 طناً في موسم الحصاد، متوقعاً أن يرتفع المحصول خلال موسم الحصاد الحالي (النصف الأول من مارس الجاري) إلى 50 طناً، بسبب ارتفاع عدد المزارعين.
وأضاف أنه لا يتم تسويق القمح في الوقت الحالي، ويتم استهلاكه من قبل المزارعين وأسرهم طول السنة، لكن المزارعين لديهم خطة مستقبلية لتسويق محصولهم من القمح بنسبة 10% من الاستهلاك المحلي من خلال دعم بقية المزارعين وتوفير البذور (التقاوي) لهم مجاناً، ومساعدتهم على زراعته وحصاده وفق البيئة التي تناسبهم.
– 145
مزارعاً مواطناً على مستوى الدولة مشاركون في المبادرة.
– المبادرة تستهدف تشجيع المزارعين على زراعة القمح في البيئة الصحراوية.
المصدر: الإمارات اليوم