أكد مسؤولون في شركات تقنية مشاركة في «أسبوع جيتكس للتقنية 2017»، أن تقنية «الواقع الافتراضي» Virtual Reality تجاوزت بداياتها التي اقتصرت على الترفيه، لتدخل في إطار جيل جديد هو «الواقع المدمج» الذي يمزج بين ما ينتج من محتوى غير حقيقي وبين أشياء حقيقية موجودة في الواقع.
وأوضحوا لـ«الإمارات اليوم» أن تقنية «الواقع الافتراضي» تسهم في توفير الجهد والنفقات، وتسهيل الخدمات بشكل مميز، فضلاً عن أنها تدعم سهولة الخدمات وأنماط الحياة في المدن الذكية عموماً خلال الفترة المقبلة، لافتين إلى أن دولة الإمارات كانت سباقة إلى الاستثمار في هذا القطاع.
وتوقعوا أن يسهم دمج تقنيات «الواقع الافتراضي» بحلول الذكاء الاصطناعي في زيادة مجالات الاعتماد في استخدامها بشكل أكبر مستقبلاً، في تطوير البنية التحتية والصناعات، وقطاعات الأعمال، والتعليم، والصحة، والسياحة.
الواقع المدمج
تقنية «هولولينس»
أعلنت هيئة كهرباء ومياء دبي «ديوا» عن اعتماد تقنية «هولولينس» من «مايكروسوفت» ضمن توجهاتها نحو التحول الرقمي. وتستخدم الهيئة «هولولينس» لرؤية السيناريوهات المستقبلية، وجمع البيانات والقيام بأعمال الصيانة عن بعد من محطة الطاقة الذكية، وقد ساعدت حلول «هولولينس»، موظفي الهيئة في تعزيز عملية صنع واتخاذ القرار السريع، إضافة إلى إدارة وتوقع المتطلبات المستقبلية، وخفض استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 30%. ويتكون الجهاز من سماعة رأس قادرة على توليد التفاعل الذاتي، كما يحتوي على درجة عالية من الوضوح، وصور ثلاثية الأبعاد تعكس بيئات العالم الحقيقي |
وتفصيلاً، قالت الشريك المؤسس في شركة «بلينك ستوديو» Blink Studio، ناتالي حبيب، إن «الواقع الافتراضي» Virtual Reality تجاوز بداياته التي اقتصرت على الترفيه، ليدخل قطاعات متعددة، مثل الصحة والتسويق والتعليم والتدريب ومحاكاة ظروف العمل الصعبة.
وأشارت إلى أننا حالياً في إطار الجيل الجديد من «الواقع الافتراضي»، وهو «الواقع المدمج» الذي يمزج بين نوعين من «الواقع الافتراضي»: ما يتم إنتاجه من محتوى غير حقيقي، وبين أشياء حقيقية موجودة في الواقع، وهو أمر أهّل «الواقع المدمج» لدخول قطاعات عدة، منها: التعليم، والصحة، والطب، والسياحة، وأصبح ممكناً أن يجري طلاب كليات الطب عملية جراحية متكاملة عبر هذه التقنيات، أو أن تشاهد وحدتك السكنية التي اشتريتها «على الخارطة» جاهزة أمامك، أو أن تعاين غرفتك المحجوزة بالفندق قبل أن تصل إليه.
وأشارت حبيب إلى أن الهواتف الذكية كانت أحد أهم عوامل ترسيخ دعائم تقنية «الواقع الافتراضي»، إذ اعتمدت عليها في تحقيق قفزات بالنمو من حيث الاستخدام، بالتزامن مع عدد التطبيقات التي تحمل رمز VR، فضلاً عن طرح شركات منتجات تتعلق بالواقع الافتراضي، في مقدمتها النظارات، وخوذات الرأس.
الوقت والنفقات
بدوره، قال المدير التنفيذي الإقليمي بمنطقة الشرق الاوسط في «شركة سيسكو الدولية للأنظمة التقنية»، شكري عيد عطاري، إن تقنية «الواقع الافتراضي» شهدت أخيراً تطوراً تدريجياً ومتنامياً، ما يدعم فرص انتشارها بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة في قطاعات مختلفة، خصوصاً في الصحة، والتعليم، والأعمال.
ولفت إلى أن بعض التجارب الأخيرة لتطور تقنيات «الواقع الافتراضي» تضمنت عقد اجتماعات أعمال افتراضية للشركات، بصرف النظر عن البلد أو المسافة التي تفصل بين الأعضاء، ما يؤكد فرص انتشار هذا النوع من الاجتماعات خلال الفترة المقبلة، فضلاً عن ظهور فصول دراسية افتراضية.
وأكد عطاري أن تقنية «الواقع الافتراضي» تسهم في توفير الجهد والنفقات، وتسهيل الخدمات بشكل مميز.
توقعات النمو
إلى ذلك، قال رئيس شركة «إتش تي سي» في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، نيكيتياس غليكاس، إن تطور تقنيات «الواقع الافتراضي» بمثابة داعم لسهولة الخدمات وأنماط الحياه في المدن الذكية عموماً خلال الفترة المقبلة، من ضمنها دولة الإمارات.
وتوقع غليكاس توسع نطاق استخدام هذه التقنية في قطاعات الأعمال والخدمات خلال الفترة المقبلة، وأن ينمو حجم تقنيات الواقعين: «الافتراضي» و«المعزز» في منطقة الشرق الاوسط، ليصل إلى ستة مليارات درهم بحلول عام 2020. في السياق نفسه، قال مدير قسم العمليات والاتصال المؤسسي في شركة «باناسونيك» الشرق الأوسط وإفريقيا للتسويق، أنتوني بيتر، إن تطور تقنيات «الواقع الافتراضي» يواكب نمو استخدامات أنظمة «إنترنت الاشياء»، متوقعاً أن يسهم دمج هذه التقنيات بحلول الذكاء الاصطناعي، في زيادة مجالات الاعتماد في استخدامها بشكل أكبر مستقبلاً، في تطوير البنية التحتية والصناعات، وقطاعات الأعمال، والتعليم، والصحة، والسياحة.
استثمار حكومي
أما الخبير التقني والمتخصص بتقنيات «الواقع الافتراضي»، هاني كيشي، فقال إن لتقنية «الواقع الافتراضي» استخدامات تتعدى مجال الترفيه إلى الأدوية والتدريب والتعليم وغيرها، مشيراً إلى أن الأمر لم يعد مقتصراً على الشركات، بل اتجهت العديد من الحكومات لاستغلال «الواقع الافتراضي» بما يخدم أهدافها، وقال إن دولة الإمارات كانت سباقة إلى هذا المجال عبر الاستثمار في هذا القطاع.
وأضاف أن أجهزة «الواقع الافتراضي» حرّكت صناعات أخرى موازية لها، منها صناعة مواد فيلمية تتناسب مع هذه الأجهزة التي تدخل ضمن قطاع الترفيه، إضافة إلى استخدامها في الأغراض التدريبية والتعليمية والطبية، لافتاً إلى وجود تطورات شهدتها هذه التقنية مع توجهها نحو «الواقع المدمج».
وأوضح كيشي أن أهمية هذه التقنية تكمن في قدرتها على جعل المستخدم يشعر كأنه جزء من الواقع المعروض عبر المحتوى الفيلمي، مشيراً إلى أن التحدي الذي سيواجه تقنية «الواقع الافتراضي» يتمثل في قدرة الشركات على تأمين التطبيقات المتعلقة بهذه التقنية. ورجح كيشي أن ينجح «الواقع الافتراضي» خلال السنوات الخمس المقبلة في الدخول إلى قطاعات أكثر التحاماً بحياة الإنسان، ومزيداً من الاندماج في قطاعات الأعمال مستقبلاً، فضلاً عن نقل الواقع الافتراضي من الترفيه إلى المجالات التطبيقية والعملية بحلول عام 2025.
إلى ذلك، لفت نائب أول الرئيس لاتصالات المجموعة في مؤسسة الإمارات للاتصالات «اتصالات»، الدكتور أحمد بن علي، إلى أن استخدامات تقنيات الواقع الافتراضي سابقاً كانت تتركز في النشاطات الترفيهية فقط، متوقعاً أن يتوسع نطاق عملها بشكل أكبر مع تطور تقنياتها والأنظمة المتوافقه مع استخداماتها.