سلايد 1شؤون دينية

رسول الله أرحم الناس بالصغار

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلطف بالصبيان، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أرحم الناس بالصبيان». وقد ورد ذلك في أحاديث عديدة يتضح منها ممازحة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومداعبته لهم، ويذكر مجدي محمد الشهاوي في كتابه «مواقف فرح فيها الرسول صلى الله عليه وسلم». في حديث أنس بن مالك: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أفكه الناس مع صبي. وكان صلى الله عليه وسلم حين يقدم من السفر يتلقاه الصبيان فيقف عليهم، ثم يأمر بهم فيرفعون إليه، فيرفع منهم بين يديه، ومن خلفه، ويأمر أصحابه أن يحملوا بعضهم».
قال عبدالله بن جعفر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من السفر تلقى بنا. قال: «فيلقى بي وبالحسن، فحمل أحدنا بين يديه والآخر خلفه حتى دخلنا المدينة». وفي رواية: «تلقى بصبيان أهل بيته، وأنه قدم من السفر فسبق إليه فحملني بين يديه، ثم جيء بأحد ابني فاطمة فأردف خلفه».
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم استقبله أغيلمة بني عبدالمطلب، فحمل واحداً بين يديه وآخر خلفه»، (البخاري، والنسائي، وأحمد، والبيهقي، والطبراني في الكبير)
فكان الصبيان يتفاخر بعضهم على بعض بعد ذلك ويمزحون مع بعضهم بذلك. يقول عبدالله بن الزبير لعبدالله بن جعفر: «أتذكر إذ تلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأنت وابن عباس؟ فقال ابن جعفر نعم، فحملنا وتركك». (البخاري)
وأخرج أحمد بن منيع من حديث الحسن بن علي عن امرأة منهم: «بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم مستلق على ظهره يلاعب صبياً إذ بال، فقامت لتأخذه وتضربه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعيه، ائتوني بإناء من ماء». قالت: فأتيته بإناء فنضح الماء على البول».
درس للمتجهمين
في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أفكه الناس مع الصبي». وفي حديث عبدالله بن الحارث بن جزء قال: «ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم».
وعن محمود بن الربيع قال: «عقلت من النبي صلى الله عليه وسلم مجة مجها في وجهي من دلو في دارنا». قال العلماء: المج: طرح الماء من الفم بالتزريق. ولا يسمى مجاً إلا إن كان على بعد. وقال النووي: «وفي هذا ملاطفة الصبيان وتأنيسهم وإكرام آبائهم بذلك وجواز المزاح». وقال الحافظ بن حجر: «وفعله النبي صلى الله عليه وسلم مع محمود إما مداعبة معه، أو ليبارك عليه بها، كما كان ذلك من شأنه مع أولاد الصحابة».
عن أم خالد بنت خالد بن سعيد قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي، وعلي قميص أصفر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سنه سنه». (وهي بالحبشية: حسنة). قالت: فذهبت ألعب بخاتم النبوة، فزبرني أبي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعها». ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أبلي وأخلقي، ثم أبلي وأخلقي، ثم أبلي وأخلقي». (البخاري).
خلق عظيم
وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقاً، فأرسلني يوماً لحاجة. فقلت: والله لا أذهب (هذا القول صدر عن أنس وهو في صغره وهو غير مكلف)، وفي نفسى أن أذهب لما أمرني به نبي الله صلى الله عليه وسلم. قال: فخرجت حتى مررت بصبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم قابض بقفاي من ورائي، فنظرت إليه وهو يضحك، فقال: «يا أنيس، اذهب حيث أمرتك». (رواه مسلم).
عن عبدالله بن الحارث قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف عبدالله وعبيدالله وكثيراً من بني العباس، ثم يقول: «من سبق إلي فله كذا وكذا». فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلتزمهم (يحتضنهم). أخرجه أحمد
وأيضاً عن أنس بن مالك قال: كان ابن لأم سليم يقال له: أبوعمير، كان النبي صلى الله عليه وسلم ربما يمازحه إذا جاء، فدخل يوماً يمازحه، فوجده حزيناً، فقال: «ما لي أرى أبا عمير حزيناً؟» فقالوا: يا رسول الله، مات نغره (النغر: فرخ العصفور) الذي كان يلعب به، فجعل يناديه صلى الله عليه وسلم: «يا أباعمير! ما فعل النغير؟». متفق عليه
وجاء في كتاب 100ضحكة وابتسامة للنبي صلى الله عليه وسلم للشيخ أبي إسلام أحمد بن علي، «لما كان علي رضى الله عنه باليمن أتاه ثلاثة نفر يختصمون في غلام، فقال كل منهم هو ابني، فأقرع بينهم، فجعل الولد للقارع، وجعل عليه للرجلين الآخرين ثلثي الدية، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فضحك حتى بدت نواجذه من قضاء علي رضى الله عنه».
«ابني والله حقاً»
عن صدقة بن أبي عمران عن إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال انطلقت أنا وأبي قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان في بعض الطريق تلقاني، فقال أبي تدرى من هذا؟ قلت لا، قال هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنت أحسب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشبه الناس، قال: وإذا رجل ذو وفرة بها ردع من حناء عليه بردان أخضران فكأني أنظر إلى بريق ساقيه، فقال لأبي: من هذا الذي معك؟ قال: ابني والله حقاً، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم بحلف أبي علي، ثم قال: صدقت أما أنه لا يجني عليك ولا تجني عليه، وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الآية: «ولا تزر وازرة وزر أخرى»، (المعجم الكبير).
مولد الزبير
عن هشام بن عروة عن أبيه قال: «خرجت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما حين هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي حامل بعبدالله بن الزبير، فنفسته، فأتت به النبي صلى الله عليه وسلم ليحنكه، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه في حجره وأتى بتمرة فمصها ثم مضغها ثم وضعها في فيه، فحنكه بها، فكان أول شيء دخل بطنه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: ثم مسحه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسماه عبدالله، ثم جاء بعد وهو ابن سبع سنين أو ابن ثماني سنين ليبايع النبي صلى الله عليه وسلم، أمره الزبير بذلك، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم حين رآه مقبلاً وبايعه، وكان أول من ولد في الإسلام بالمدينة بعد مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت اليهود تقول: قد أخذناهم فلا يولد لهم بالمدينة ولد ذكر، فكبّر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولد عبدالله، وقال عبدالله بن عمر بن الخطاب حين سمع تكبير أهل الشام وقد قتلوا عبدالله بن الزبير: «الذين كبروا على مولده خير من الذين كبروا على قتله». (المستدرك على الصحيحين).
يقول الشيخ أبوإسلام أحمد بن علي في كتابه «40 موقفاً غضب فيها النبي صلى الله عليه وسلم»: «حدثنا أبوالربيع حدثنا يعقوب أخبرنا عيسى بن جارية عن جابر قال: كان أبي يصلي بأهل قباء، فاستفتح سورة طويلة، ودخل معه غلام من الأنصار في الصلاة، فلما سمعه قد استفتح بسورة طويلة، انفتل الغلام من صلاته، وكان يريد أن يعالج ناضحاً له يسقي عليه (الناضح: الجمل الذي يُحمل عليه الماء لسقي الزرع) فلما انفتل أبي بن كعب قال له القوم إن فلاناً انفتل من الصلاة فغضب أبي، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو الغلام، فأتاه الغلام يشكوه إليه، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم حتى رئي الغضب في وجهه، ثم قال إن منكم منفّرين، فإذا صليتم فأوجزوا، فإن خلفكم الضعيف والكبير والمريض وذا الحاجة»، (مسند أبى يعلى).
إغلاق