سلايد 1شؤون اجتماعية
الإمارات تحتفي باليوم العالمي للصحة النفسية
تحتفي الإمارات باليوم العالمي للصحة النفسية الذي أقرته هيئة الأمم المتحدة في 10 أكتوبر من كل عام كمناسبة لتعزيز الوعي بقضايا الصحة النفسية وتعبئة الجهود الدولية من أجل مزيد من الاستثمار في هذا الجانب الذي يعد جزءاً أساسياً من نظام الصحة العامة.
وتأتي المناسبة هذا العام في الوقت الذي شهدت فيه طبيعة الحياة اليومية تغيراً كبيراً نتيجة انتشار فيروس كورونا المستجد وما فرضه من تحديات وصعوبات على صعيد العمل والدراسة والعلاقات الاجتماعية برزت معها الحاجة لمزيد من الدعم في مجال الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي.
وبهذه المناسبة، اختتم «مركز الشباب العربي» حملة «أسبوع التوعية بالصحة النفسية» التي أطلقها في 4 أكتوبر الجاري، بالتعاون مع منصة «تويتر» العالمية وجمعية «مع الأمل» المتخصصة في التوعية بالصحة النفسية، بالتزامن مع الأسبوع العالمي للصحة النفسية واليوم العالمي للصحة النفسية الذي يوافق 10 أكتوبر من كل عام، لتعزيز مفاهيم وآليات ومصادر الدعم النفسي، والمساندة في تغيير الصور النمطية عن مبدأ الصحة النفسية، وتمكين الشباب من لعب دوره الأساسي في قيادة خطط تخطي الأزمات بمرونة وإيجابية.
وعملت الحملة على فتح حوار فاعل بين الشباب حول كيفية ترسيخ أهمية الدعم النفسي والذهني على المستوى الفردي والمؤسسي، وتعزيز دور الشباب كداعم أساسي لبرامج الصحة النفسية والذهنية المجتمعية.
قفزات نوعية
وقالت شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة الدولة لشؤون الشباب نائب رئيس مركز الشباب العربي: «أظهر تحدي كوفيد-19 قدرة نوعية للشباب على التكيّف والتأقلم السريع، فانتقل الكثير من الطلاب بمرونة إلى نظام التعلُم عن بعد في العديد من دول العالم، ونجحت الكثير من نماذج العمل عن بعد في العديد من القطاعات، وتحققت قفزات نوعية في الابتكار والبحث والتكنولوجيا في وقت قياسي للتغلب على هذا التحدي، وسنواصل الجهود خلال الفترة القادمة لفهم سلوك الشباب في هذا الملف ومساعدتهم عبر مبادرات تسهم برفع الوعي في مجال الصحة النفسية والذهنية». وأضافت: «علينا أن نبني على مرونة الشباب وقدرته على التأقلم من أجل تفعيل برامج مبتكرة لتوفير الدعم النفسي وتعزيز الصحة الذهنية للمجتمع وتغيير أي صور نمطية عن أهمية الدعم النفسي والذهني».
التفكير الإيجابي
وقال سعيد النظري مدير عام المؤسسة الاتحادية للشباب، الرئيس التنفيذي للاستراتيجية في مركز الشباب العربي: «لمؤسسات العمل الشبابي ومنظمات العمل الاجتماعي والقطاع الخاص دور أساسي في دعم سياسات تعزيز الصحة النفسية في كافة المجتمعات، خاصة في المرحلة الراهنة، لما فيه تطوير قدرات التفكير الإيجابي بالفرص المتاحة أمام الشباب لدعم مجتمعاتهم».
وقال جورج سلامة، مدير السياسات العامة والعلاقات الحكومية في تويتر لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: «نحن في تويتر ملتزمون بالتطرق لموضوع الصحة النفسية دائماً وبالأخص في اليوم العالمي للصحة النفسية، ومن هذا المنطلق أدرجت شراكتنا مع مركز الشباب العربي وجمعية «مع الأمل» في إطار المساعي الرامية إلى مساعدة الشباب على التعامل مع التحديات النفسية التي نواجهها جميعاً، والتحدث عن هذه التجارب بانفتاح، وقام خبراء الصحة النفسية من جميع أنحاء المنطقة باستخدام منصة «تويتر» بشكل مبتكر لمشاركة النصائح ومعالجة تحديات الصحة النفسية من خلال المناقشات، ومن جهتنا، فإننا شجعنا الجميع على الانضمام إلى المحادثات من خلال التغريد باستخدام وسم # اليوم_العالمي_للصحة_النفسية و#الصحة_النفسية، والتي ستُظهر بدورها رمزاً تعبيرياً مخصصاً للصحة النفسية على منصتنا».
مصدر قوة
وتعاونت جمعية «مع الأمل» مع الحملة عبر توفير نصائح خبرائها المختصين في مختلف مساقات الصحة النفسية والذهنية بما في ذلك ترسيخ قيم الإيجابية، وتعزيز قدرات التعامل مع الأزمات وإدارتها، وتطوير آليات استكشاف الفرص، والحفاظ على التوازن النفسي، والانتباه إلى الإيجابيات وتخطّي السلبيات، ومتابعة تحقيق الطموحات.
وقالت فاطمة موسى، عضو مؤسس في جمعية مع الأمل: «أهمية الصحة النفسية لا تقتصر على من يعانون تحديات نفسية، لأننا في حياتنا اليومية نتواصل مع الكثيرين وكلماتنا قد تكون مصدر قوة لهم أو مصدر ضعف. معاً نبني مجتمعاً واعياً ومتوازناً ومتعايشاً مع التحديات النفسية ضمن مجموعة شاملة».
ووفرت الحملة الأولى من نوعها التي نظمها مركز الشباب العربي على مدى أسبوع من 4 حتى 10 أكتوبر/تشرين الأول 2020، مجموعة شاملة من مواد تعزيز الصحية النفسية والذهنية بما في ذلك نصائح المختصين لحياة أكثر صحة، وحلقات الاستماع الرقمي «بودكاست» في مختلف مجالات الصحة النفسية، وأدوات ترسيخ الصحة النفسية كممارسة يومية ونمط حياة، وقد تم إطلاق محتوى حملة «أسبوع الصحة النفسية» من مركز الشباب العربي عبر صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة به.
ممارسات الشباب
فيما أعلنت المؤسسة الاتحادية للشباب إطلاق مبادرة «ممارسات الشباب لتعزيز الصحة النفسية»، وذلك بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية الذي يصادف 10 أكتوبر تحت شعار «التحرك من أجل الصحة النفسية: فلنستثمر فيها»، وتهدف المبادرة التي جاءت نتاج سلسلة جلسات استماع للشباب ومتابعة أنشطتهم واهتماماتهم المختلفة في ملف الصحة النفسية إلى تحسين ممارسات الشباب بهذا الشأن.
وستعمل المؤسسة الاتحادية للشباب من خلال هذه المبادرة على مشاركة الشباب مجموعة من العادات التي من شأنها أن تعزز الصحة النفسية، ومتابعة الممارسات الإيجابية في يوميات الشباب والتي لها أثر إيجابي على صحتهم النفسية، كما ستقوم بتوثيقها ومراجعتها وتقييم أثر ودور كل منها من قبل مختصين وخبراء في مجال الصحة النفسية. وستعمل أيضاً على رصد مختلف الممارسات الإيجابية المستمدة من الموروث الثقافي، والمجتمع، والعائلة.
ممارسات إيجابية
وقال سعيد النظري، مدير عام المؤسسة الاتحادية للشباب: «في مجتمعنا وثقافتنا وعائلاتنا سلوكيات وممارسات إيجابية غنية تعزز من الصحة والنفسية، ويأتي دورنا للتعريف بأهميتها لتعزيز تبنيها في أوساط الشباب لتعزيز الصحة النفسية».
وأضاف: « وفي ضوء مستهدفات الأجندة الوطنية للشباب في دولة الإمارات والتي تركز على بناء الشخصية وتعزيز المهارات، ستعمل المؤسسة الاتحادية للشباب من خلال هذه المبادرة على تعزيز اكتساب الشباب لمهارات وعادات جديدة للمساهمة في تعزيز الصحة النفسية التي تمتد آثارها وانعكاساتها على الجوانب المختلفة، ويما يساهم بتسخير الإمكانات وبناء الشراكات للاستفادة المثلى من طاقاتهم وتعزيز قدرتهم على التكيف مع المتغيرات، وخدمة أنفسهم ودفع مسيرة تقدم مجتمعهم عبر استثمار أوقات فراغهم وتوظيفها بما يعود بالنفع على مسيرة تقدم وازدهار وطنهم».
تعزيز الشراكات
فيما أطلق مركز أبوظبي للصحة العامة حملة توعوية عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي أمس السبت وتستمر حتى 10 نوفمبر القادم بهدف تسليط الضوء على أهمية الصحة النفسية وتعزيز الشراكات مع القطاع الصحي والاجتماعي وتقديم الورش بهدف تحسين المفاهيم لدى المجتمع وتقليل الوصمة المتعلقة بالاضطرابات النفسية وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للصحة النفسية الذي يحتفل به في العاشر من أكتوبر في كل عام حول العالم.
وأكد مركز أبوظبي للصحة العامة ضرورة تعزيز الاهتمام بالصحة النفسية والصحة الجسدية على حد سواء، وذلك تماشياً مع توجيهات الحكومة الرشيدة وتوصيات منظمة الصحة العالمية، حيث أكدت الأبحاث العلمية العلاقة المتبادلة بين الصحة النفسية والعضوية؛ فالأفراد المصابون باضطرابات نفسية أكثر عرضة للإصابة بأمراض مزمنة أخرى كما أن الأفراد المصابين بأمراض مزمنة تزداد لديهم فرصة تطور الاضطرابات النفسية..كما شهدنا مؤخراً تأثير الجائحة على الصحة النفسية للمصابين وذويهم والمجتمع كافة.
وبالتزامن مع اليوم العالمي للصحة النفسية، سلط استطلاع أصداء بي سي دبليو السنوي الثاني عشر لرأي الشباب العربي، الضوء على مخاوف الشباب العربي بشأن صعوبة الحصول على رعاية صحية نفسية جيدة في المنطقة.
وبحسب نتائج الاستطلاع هذا العام، قال ما يقارب 2 من كل 5 (32%) شباب عرب أنهم يعرفون شخصاً ما يعاني مشكلات نفسية، بالمقارنة مع 31% من الشباب الذين شاركوا في استطلاع عام 2019.
المصدر: الخليج