تحقيقات وتقاريرسلايد 1
محمد بن زايد: العطاء نهج راسخ أرسى دعائمه زايد ويسير خليفة على دربه
7 مارس، 2018
116 7 دقائق
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن نهج العطاء الذي أرسى دعائمه الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويسير على دربه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، هو نهج راسخ وثابت يعكسه أبناء الإمارات بقيمهم الأصيلة في البذل والتعاون والتلاحم والتفاني لأجل خدمة الوطن.
جاء ذلك خلال مشاركة سموه في «ملتقى الأوائل»، الذي ينظمه «صندوق الوطن» لتكريم داعمي الصندوق من الأفراد والمؤسسات منذ انطلاقه وحتى انتهاء «عام الخير».
حضر الملتقى، الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، إلى جانب عدد من الشيوخ وكبار المسؤولين ولفيف من رجال الأعمال.
وقال سموه: «ونحن إذ نكرم اليوم أوائل «صندوق الوطن» إنما نكرم فيهم، ومن خلالهم، القدوة الحسنة في البذل والعطاء، والشعور العميق بالمسؤولية المجتمعية، وحب الوطن والوفاء له، والمواطنة الصالحة والإيجابية»، منوهاً بأن حب الوطن ليس بالكلام والشعارات فقط، وإنما بالعطاء والتضحية، هكذا تعلمنا من زايد، رحمه الله.
وذكر سموه، أن تكريم أوائل الإمارات في «عام زايد» يحمل دلالة رمزية مهمة؛ لأن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، رحمه الله، هو رمز خالد في العطاء والتضحية وحب الوطن والتفاني في خدمته، ومصدر إلهام لكل الذين يريدون الخير والتقدم للإمارات، وطالما استمرت هذه القيم في مجتمعنا؛ فنحن بخير، ونسير على الطريق الصحيح.
وأضاف سموه، أن دعم الصندوق يجسد إحساس صاحبه بالمسؤولية تجاه المجتمع والوطن، والمعنى الكامن في مبادرة «صندوق الوطن» هو أن كل فرد في المجتمع عليه مسؤولية تجاه مجتمعه، ويمكنه الوفاء بها بصرف النظر عن إمكاناته أو مجال عمله؛ لأن خدمة الوطن مجال فسيح يتسع للجميع.
وأشار سموه، إلى إن قيم العطاء والتكافل ليست غريبة على مجتمعنا، وإنما هي مترسخة وأصيلة فيه، ويزخر تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة بنماذج مضيئة من أبناء الوطن، هؤلاء لن تنسى دولة الإمارات العربية المتحدة وقفاتهم، والدور الذي قاموا به؛ لأن الوطن لا ينسى أبداً أبناءه المخلصين.
وأكد سموه، أن مبادرة «صندوق الوطن» تكتسب ريادتها وتميزها من أنها تحول المسؤولية المجتمعية إلى ثقافة وعمل مؤسسي منظم له أهداف محددة، وتؤكد الدور الذي يمكن أن يقوم به رجال الأعمال والقطاع الخاص وأفراد المجتمع في دعم التنمية المستدامة، ومساندة جهود الحكومة في الارتقاء بالوطن، وأن الجميع شركاء في صنع التنمية، وصنع مستقبل دولة الإمارات.
وأضاف سموه، أن مجالات عمل «صندوق الوطن» تعكس وعي أصحاب هذه المبادرة والقائمين عليها بطبيعة المرحلة التنموية، التي يمر بها الوطن في استعداده لعصر ما بعد النفط؛ ولذلك يركز الصندوق على الابتكار، وتنمية الموارد البشرية، ودعم البحث العلمي؛ وهي مجالات أساسية تعمل الدولة عليها؛ لتحقيق التنوع الاقتصادي واستدامة التنمية بعيداً عن الاعتماد على النفط.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، على «تويتر» سررت بحضور ملتقى الأوائل الذي ينظمه صندوق الوطن لتكريم داعمي الصندوق من الأفراد والمؤسسات.. قيم العطاء والتكافل مترسِّخة وأصيلة في أبناء الإمارات.
وأضاف سموه، العطاء.. شجرة باسقة.. ظلالها وارفة.. وثمارها هبة تمتد بها يد الخير إلى الغير لتغرس أملا.. وتحقق طموحا.. وترسم بسمة.
وأوضح سموه أن، رواد الخير والعطاء في بلادنا نماذج مضيئة.. يصنعون التغيير الإيجابي في حياة المجتمع ونهضة الوطن..يزرعون الخير ويجني الوطن كله ثماره.
وقام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بتكريم كبار داعمي صندوق الوطن؛ حيث كرّم سموه على مستوى الأفراد الفريق مصبح بن راشد الفتان، وعلى مستوى المؤسسات والشركات كرّم سموه شركة «إعمار العقارية» ممثلة بمحمد علي العبار رئيس مجلس إدارة الشركة.
كان الملتقى قد شهد جلسة ضمت الفريق ضاحي خلفان تميم رئيس مجلس إدارة «صندوق الوطن» إلى جانب عضوي الصندوق محمد علي العبار وعيسى محمد السويدي، الذين تحدثوا عن تجربة «صندوق الوطن» وإسهاماته ومشاريعه ومبادراته المختلفة في إطلاق مشاريع وبرامج تنموية عدة، وبشكل خاص في دعم مراكز الأبحاث والمبتكرين والمتميزين.
ولدى وصول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عزف السلام الوطني بعدها ألقت الشاعرة مزنه العامري، التي تبلغ من العمر 13 عاماً قصيدة عبرت فيها عن مشاعر الحب والوفاء للقيادة الحكيمة وللوطن الغالي، وأثنت فيها على وحدة البيت الإماراتي، ورؤية القيادة الرشيدة الثاقبة، التي تشجع صناعة الفكر والمعرفة، وتدعم العلم والموهوبين، وتزودهم بالسبل والأدوات اللازمة؛ ليرتقوا إلى فضاءات جديدة من التميز والريادة.
كما عبرت عن عميق امتنانها وشكرها لـ«صندوق الوطن» وجهوده الحثيثة في رعاية رواد الفكر من فئة الأطفال والشباب، وتشجيع الموهوبين على متابعة مسيرة التفوق والنجاح، ومساعدتهم للأخذ بناصية المستقبل.
بعدها تحدثت المخترعة الإماراتية فاطمة الكعبي عن مشاريعها وابتكاراتها واختراعاتها خاصة فيما يتعلق باختراع «الربورت المدرسي»، إضافة إلى طابعة مخصصة للمكفوفين وغيرها من الاختراعات، إلى جانب الجوائز التي حصدتها على مستوى العالم؛ وهي: 24 جائزة عالمية، كما حصلت على رخصة تدريب في مجال الاختراع والابتكار؛ مكنتها حتى الآن من تدريب 1500 طالب من المواهب الوطنية، إضافة إلى مشوارها التعليمي ودور «صندوق الوطن» في دعمها.
وعبرت الكعبي عن مدى فخرها واعتزازها بتوجهات القيادة الرشيدة في دعم الموهوبين، وتقديم كل أنواع الدعم والمساندة لهم؛ لتطوير مهاراتهم وإطلاق العنان لإبداعاتهم، وثمّنت دور «صندوق الوطن» في دعم مسيرة العلم والمعرفة الإماراتية، ودور صناعة المعرفة وتشجيع الموهبة في تحقيق التنمية المستدامة، التي تطمح لها دولة الإمارات.
وتحدثت الدكتورة حبيبة الصفار، مدير مركز أبحاث التكنولوجيا الحيوية في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث، وعضو مجلس علماء الإمارات عن المساهمة الكبيرة لـ«صندوق الوطن» في دعم جهود البحث العلمي والأكاديمي؛ وذلك عبر «مركز خليفة للابتكار»؛ حيث تصب هذه الجهود في إطار دعم مشروع «الجينوم»، والأبحاث المرتبطة به، التي تحمل بصمة إماراتية ستساهم في مساعدة الإنسانية.
وأوضحت الدكتورة الصفار، الفوائد الكبيرة لهذا المشروع المهم في مجال تقصي الأمراض الوراثية عند الأشخاص، وتحديد الجينات المسببة لها؛ للوقاية منها مستقبلاً، موضحة أن هناك أملاً كبيراً مستقبلاً في أن توفر هذه الأبحاث مجموعة من العلاج والأدوية للأمراض المستعصية؛ من خلال تخصيص العقاقير لكل مرض.
بعدها أُقيمت جلسة حوارية مع محمد العبار، أدارتها العنود ماضي تحدث فيها العبار عن قيمة العطاء الإنساني، ودوره في المجتمع، مشيراً إلى أن لأبناء الإمارات إسهامات عديدة سواء من خلال الصندوق أو غيرها من القنوات، التي تصب في مصلحة المجتمع والوطن. ونوّه بأن ما يقدم لرد الجميل للوطن هو شيء ضئيل قياساً بما قدمته القيادة الحكيمة للشعب من صحة وتعليم وبنية تحتية وسمعة عالمية نفخر بها جميعاً.
وأكد أن مشاركة «إعمار» في دعم «صندوق الوطن» جزء من التزامها ومسؤوليتها تجاه دولة الإمارات وقيادتها وشعبها، مثمناً دور «صندوق الوطن» في تعليم وتمكين وتشجيع الشباب على الابتكار، والمضي قدماً في تحقيق أحلامهم، وأكد أن هذه المبادرة تضع الأسس الراسخة؛ لبناء جيل جديد من رواد الأعمال الإماراتيين؛ من خلال التركيز على مجموعة من المقومات الرئيسية كالعمل الوطني، وتمكين الشباب، والدعم المادي والتعليمي؛ لتوظيف الإمكانات والموارد بالشكل الأمثل.
وأقيم «ملتقى أوائل صندوق الوطن» للمرة الأولى في منارة السعديات في أبوظبي؛ وذلك بحضور أعضاء مجلس إدارة صندوق الوطن، ومجموعة من كبار المسؤولين الحكوميين ونخبة بارزة من رجال الأعمال، الذين ساهموا بدعم الصندوق، إضافة إلى متحدثين بارزين ومتخصصين في عدة مجالات ذات صلة بالأهداف الاستراتيجية لـ«صندوق الوطن».
وفي مستهل حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اطلع سموه من خلال المعرض، الذي أقيم بهذه المناسبة على أهم البرامج والمشاريع والإنجازات، التي حققها «صندوق الوطن»؛ من خلال أهدافه ورسالته؛ حيث تلقى منذ تأسيسه مساهمات بقيمة 667 مليون درهم من أصل مليار درهم يسعى الصندوق إلى جمعها بحلول عام 2020، وتوزعت على مساهمات نقدية بقيمة وصلت إلى 485 مليون درهم، ومساهمات عقارية بقيمة 23 مليون درهم، إلى جانب مساهمات بقيمة 159 مليوناً تلقى الصندوق وعوداً بها على السنوات الخمس المقبلة.
ووصل عدد الجهات المانحة إلى حوالي 70 جهة استحوذت شركة «إعمار العقارية» على المركز الأول كأكبر المساهمين بقيمة 144 مليون درهم؛ حيث تشكل ما نسبته 28% من إجمالي المساهمات، وثم تلتها شركة «الدار العقارية» بقيمة 48 مليون درهم بنسبة 9%، ثم بنك الاتحاد الوطني بقيمة 30 مليون درهم، تشكل 6% من الإجمالي، ومن ثم تلاه نادي الضباط في أبوظبي بمساهمة وصلت قيمتها إلى 25 مليون درهم تشكل 5% من الإجمالي، وثم تلاه «جمعية أبوظبي التعاونية» والمجموعة الذهبية الدولية بـ 20 مليون درهم لكل منهما.
وحل الفريق مصبح بن راشد الفتان بالمرتبة الأولى على صعيد المساهمات الفردية، التي تلقاها «صندوق الوطن»؛ حيث تبرع بمساهمة بلغت قيمتها 50 مليون درهم، تلاه في المرتبة الثانية أحمد جمعة الزعابي، نائب وزير شؤون الرئاسة، رئيس لجنة تنفيذ مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، بمساهمة بلغت قيمتها 12 مليوناً ثم في المرتبة الثالثة سلطان راشد الظاهري بمساهمة بلغت قيمتها 12 مليوناً ثم خلف الحبتور وناجي حسن الحارثي في المرتبتين الرابعة والخامسة بمساهمات بلغت 10 ملايين درهم للفرد الواحد.
وتعرف سموه إلى أبرز مبادرات الصندوق؛ ومنها: مبادرة «المبرمج الإماراتي»، التي تهدف إلى إعداد جيل إماراتي قادر على معاصرة التقدم التكنولوجي، وتجهيز الإمارات للثورة الصناعية الرابعة، وتستهدف في مرحلتها الأولى تعليم 200 طالب إماراتي تحت سن الـ14 سنة من عجمان والعين علم برمجة الحاسوب؛ وذلك من خلال دورات تدريبية تقام لمدة 12 أسبوعاً، وفي المرحلة الثانية، يعتزم الصندوق توسعة البرنامج، الذي يقام بدعم تقني من جامعة الإمارات وشركة «دارك ماتر»، وسيستفيد منه 1000 طالب في أبوظبي، والشارقة، ورأس الخيمة والفجيرة.
وأطلق «صندوق الوطن»، خلال العام الماضي أيضاً، منصة «باحث»، التي تهدف إلى تحقيق اختراعات وتكنولوجيات متقدمة محلية تحرك الابتكار والنمو الاقتصادي، وتزيد من تنافسية الدولة، وتجد حلولاً علمية لتحديات اليوم في مجال الصحة والمياه والطاقة؛ حيث تعد أول منصة وطنية لدعم الباحثين؛ من خلال تسهيل وصولهم إلى التمويل والاستفادة من شبكة علاقات واسعة.
واستقطبت المنصة 600 باحث، واستفاد منها حتى الآن أكثر من 20 إماراتياً في وقت يعتزم فيه الصندوق زيادة هذا العدد ليصل إلى 50 باحثاً إماراتياً خلال العام الجاري، وتم الاتفاق مع أكثر من 14 مؤسسة أكاديمية رائدة، و5 شركات خاصة؛ لدعم المنصة، التي من المقرر أن يتم بدء العمل في المرحلة الثانية منها في شهر إبريل/نيسان 2018.
ويعكف الصندوق حالياً على إنشاء «واحة صندوق الوطن للابتكار» تحت مظلة «مركز خليفة للابتكار» على مساحة إجمالية تصل إلى 1200 متر مربع، وقدرة استيعابية تصل إلى حوالي 120 من رواد الأعمال، ويهدف المركز، الذي يتم إنشاؤه بالشراكة مع «صندوق خليفة» و«جامعة خليفة»، و«شركة مبادلة»، و«شركة توازن» إلى خلق شركات إماراتية ابتكارية عالمية على غرار شركة «جوجل»، التي ستوفر عائداً اقتصادياً كبيراً وظائف عديدة للشباب الإماراتيين، وسيعمل المركز على تقديم الدعم للمخترعين الإماراتيين، ومساعدتهم على تحويل أفكارهم المبتكرة إلى شركات ناجحة؛ تدعم مسيرة التنمية المستدامة؛ وذلك من خلال توفير التمويل وربطهم بشبكة واسعة من المستثمرين على الصعيدين المحلي والعالمي إلى جانب صقل مهاراتهم؛ من خلال مجموعة من الدورات التدريبية، وتهيئة البيئة المناسبة، التي تمكنهم من الاستفادة من خدمات الاستشارات القانونية، وغيرها.
وأطلق الصندوق برنامج «المبتكر الإماراتي»؛ لدعم رواد الأعمال المبتكرين في مجال التكنولوجيا في الشارقة والإمارات الشمالية، بالتعاون مع «مركز شراع» و«صندوق خليفة»؛ بهدف المساهمة في صقل المهارات، وتحويل الأفكار لمشروعات؛ من خلال احتضان أفضل ستة مشاريع في مجال التكنولوجيا، إلى جانب العمل على تدريب ودعم رواد الأعمال مالياً ومعنوياً.
وأظهرت النتائج الأولية نجاح «برنامج جسور»؛ وهو البرنامج، الذي يهدف إلى تشجيع وتحفيز المواطنين على العمل في القطاع الخاص، وفي المرحلة الأولى استهدف البرنامج 50 طالباً في 8 جامعات وطنية؛ قاموا بالعمل لدى 20 من أفضل شركات القطاع الخاص في الدولة، وقد حقق هذا البرنامج نتائج متميزة؛ حيث إن 96.3 % من الطلاب المشاركين أبدوا رضاهم عن برنامج التدريب، و97.3 % أبدوا اهتماماً بالعمل في القطاع الخاص.
وعمل «صندوق الوطن» على التعاون مع «صندوق خليفة» في إطلاقه لمبادرة «رواد القصّر»؛ وهي المبادرة التي تهدف إلى دعم المبتكرين ورواد الأعمال الناشئين، وتلقى البرنامج أكثر من 80 طلباً؛ للمشاركة تم اختيار 12 منهم؛ لعرض أعمالهم أمام 500 شخص؛ وذلك بعد تدريبهم، وتوفير منصة لهم تمكنهم من الوصول إلى شبكة واسعة من التجار والشركات.
وأظهرت النتائج الأولية نسبة رضا عالية للبرنامج، إضافة إلى الأثر الإيجابي الذي حققته للمشاركين، ويعتزم الصندوق العمل على العديد من البرنامج الأخرى، التي سيتم الإعلان عنها في المستقبل، بما فيها «برنامج قادة المستقبل»؛ وهو البرنامج، الذي يهدف إلى تأهيل المواطنين؛ ليشغلوا مناصب قيادية في مؤسسات عالمية، بما فيها شغل إماراتي منصب الأمين العام للأمم المتحدة بحلول عام 2040؛ حيث يقوم الصندوق حالياً بتطبيق المبادرة بالتعاون مع الوزارات المعنية، كما يجري العمل على دراسة المؤهلات المطلوبة لشغل المناصب العليا في المؤسسات المستهدفة، ووضع خطة لجذب المواطنين إلى البرنامج وتوظيفهم في المؤسسات المستهدفة.
جاء ذلك خلال مشاركة سموه في «ملتقى الأوائل»، الذي ينظمه «صندوق الوطن» لتكريم داعمي الصندوق من الأفراد والمؤسسات منذ انطلاقه وحتى انتهاء «عام الخير».
حضر الملتقى، الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، إلى جانب عدد من الشيوخ وكبار المسؤولين ولفيف من رجال الأعمال.
وقال سموه: «ونحن إذ نكرم اليوم أوائل «صندوق الوطن» إنما نكرم فيهم، ومن خلالهم، القدوة الحسنة في البذل والعطاء، والشعور العميق بالمسؤولية المجتمعية، وحب الوطن والوفاء له، والمواطنة الصالحة والإيجابية»، منوهاً بأن حب الوطن ليس بالكلام والشعارات فقط، وإنما بالعطاء والتضحية، هكذا تعلمنا من زايد، رحمه الله.
وذكر سموه، أن تكريم أوائل الإمارات في «عام زايد» يحمل دلالة رمزية مهمة؛ لأن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، رحمه الله، هو رمز خالد في العطاء والتضحية وحب الوطن والتفاني في خدمته، ومصدر إلهام لكل الذين يريدون الخير والتقدم للإمارات، وطالما استمرت هذه القيم في مجتمعنا؛ فنحن بخير، ونسير على الطريق الصحيح.
وأضاف سموه، أن دعم الصندوق يجسد إحساس صاحبه بالمسؤولية تجاه المجتمع والوطن، والمعنى الكامن في مبادرة «صندوق الوطن» هو أن كل فرد في المجتمع عليه مسؤولية تجاه مجتمعه، ويمكنه الوفاء بها بصرف النظر عن إمكاناته أو مجال عمله؛ لأن خدمة الوطن مجال فسيح يتسع للجميع.
وأشار سموه، إلى إن قيم العطاء والتكافل ليست غريبة على مجتمعنا، وإنما هي مترسخة وأصيلة فيه، ويزخر تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة بنماذج مضيئة من أبناء الوطن، هؤلاء لن تنسى دولة الإمارات العربية المتحدة وقفاتهم، والدور الذي قاموا به؛ لأن الوطن لا ينسى أبداً أبناءه المخلصين.
وأكد سموه، أن مبادرة «صندوق الوطن» تكتسب ريادتها وتميزها من أنها تحول المسؤولية المجتمعية إلى ثقافة وعمل مؤسسي منظم له أهداف محددة، وتؤكد الدور الذي يمكن أن يقوم به رجال الأعمال والقطاع الخاص وأفراد المجتمع في دعم التنمية المستدامة، ومساندة جهود الحكومة في الارتقاء بالوطن، وأن الجميع شركاء في صنع التنمية، وصنع مستقبل دولة الإمارات.
وأضاف سموه، أن مجالات عمل «صندوق الوطن» تعكس وعي أصحاب هذه المبادرة والقائمين عليها بطبيعة المرحلة التنموية، التي يمر بها الوطن في استعداده لعصر ما بعد النفط؛ ولذلك يركز الصندوق على الابتكار، وتنمية الموارد البشرية، ودعم البحث العلمي؛ وهي مجالات أساسية تعمل الدولة عليها؛ لتحقيق التنوع الاقتصادي واستدامة التنمية بعيداً عن الاعتماد على النفط.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، على «تويتر» سررت بحضور ملتقى الأوائل الذي ينظمه صندوق الوطن لتكريم داعمي الصندوق من الأفراد والمؤسسات.. قيم العطاء والتكافل مترسِّخة وأصيلة في أبناء الإمارات.
وأضاف سموه، العطاء.. شجرة باسقة.. ظلالها وارفة.. وثمارها هبة تمتد بها يد الخير إلى الغير لتغرس أملا.. وتحقق طموحا.. وترسم بسمة.
وأوضح سموه أن، رواد الخير والعطاء في بلادنا نماذج مضيئة.. يصنعون التغيير الإيجابي في حياة المجتمع ونهضة الوطن..يزرعون الخير ويجني الوطن كله ثماره.
وقام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بتكريم كبار داعمي صندوق الوطن؛ حيث كرّم سموه على مستوى الأفراد الفريق مصبح بن راشد الفتان، وعلى مستوى المؤسسات والشركات كرّم سموه شركة «إعمار العقارية» ممثلة بمحمد علي العبار رئيس مجلس إدارة الشركة.
كان الملتقى قد شهد جلسة ضمت الفريق ضاحي خلفان تميم رئيس مجلس إدارة «صندوق الوطن» إلى جانب عضوي الصندوق محمد علي العبار وعيسى محمد السويدي، الذين تحدثوا عن تجربة «صندوق الوطن» وإسهاماته ومشاريعه ومبادراته المختلفة في إطلاق مشاريع وبرامج تنموية عدة، وبشكل خاص في دعم مراكز الأبحاث والمبتكرين والمتميزين.
ولدى وصول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عزف السلام الوطني بعدها ألقت الشاعرة مزنه العامري، التي تبلغ من العمر 13 عاماً قصيدة عبرت فيها عن مشاعر الحب والوفاء للقيادة الحكيمة وللوطن الغالي، وأثنت فيها على وحدة البيت الإماراتي، ورؤية القيادة الرشيدة الثاقبة، التي تشجع صناعة الفكر والمعرفة، وتدعم العلم والموهوبين، وتزودهم بالسبل والأدوات اللازمة؛ ليرتقوا إلى فضاءات جديدة من التميز والريادة.
كما عبرت عن عميق امتنانها وشكرها لـ«صندوق الوطن» وجهوده الحثيثة في رعاية رواد الفكر من فئة الأطفال والشباب، وتشجيع الموهوبين على متابعة مسيرة التفوق والنجاح، ومساعدتهم للأخذ بناصية المستقبل.
بعدها تحدثت المخترعة الإماراتية فاطمة الكعبي عن مشاريعها وابتكاراتها واختراعاتها خاصة فيما يتعلق باختراع «الربورت المدرسي»، إضافة إلى طابعة مخصصة للمكفوفين وغيرها من الاختراعات، إلى جانب الجوائز التي حصدتها على مستوى العالم؛ وهي: 24 جائزة عالمية، كما حصلت على رخصة تدريب في مجال الاختراع والابتكار؛ مكنتها حتى الآن من تدريب 1500 طالب من المواهب الوطنية، إضافة إلى مشوارها التعليمي ودور «صندوق الوطن» في دعمها.
وعبرت الكعبي عن مدى فخرها واعتزازها بتوجهات القيادة الرشيدة في دعم الموهوبين، وتقديم كل أنواع الدعم والمساندة لهم؛ لتطوير مهاراتهم وإطلاق العنان لإبداعاتهم، وثمّنت دور «صندوق الوطن» في دعم مسيرة العلم والمعرفة الإماراتية، ودور صناعة المعرفة وتشجيع الموهبة في تحقيق التنمية المستدامة، التي تطمح لها دولة الإمارات.
وتحدثت الدكتورة حبيبة الصفار، مدير مركز أبحاث التكنولوجيا الحيوية في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث، وعضو مجلس علماء الإمارات عن المساهمة الكبيرة لـ«صندوق الوطن» في دعم جهود البحث العلمي والأكاديمي؛ وذلك عبر «مركز خليفة للابتكار»؛ حيث تصب هذه الجهود في إطار دعم مشروع «الجينوم»، والأبحاث المرتبطة به، التي تحمل بصمة إماراتية ستساهم في مساعدة الإنسانية.
وأوضحت الدكتورة الصفار، الفوائد الكبيرة لهذا المشروع المهم في مجال تقصي الأمراض الوراثية عند الأشخاص، وتحديد الجينات المسببة لها؛ للوقاية منها مستقبلاً، موضحة أن هناك أملاً كبيراً مستقبلاً في أن توفر هذه الأبحاث مجموعة من العلاج والأدوية للأمراض المستعصية؛ من خلال تخصيص العقاقير لكل مرض.
بعدها أُقيمت جلسة حوارية مع محمد العبار، أدارتها العنود ماضي تحدث فيها العبار عن قيمة العطاء الإنساني، ودوره في المجتمع، مشيراً إلى أن لأبناء الإمارات إسهامات عديدة سواء من خلال الصندوق أو غيرها من القنوات، التي تصب في مصلحة المجتمع والوطن. ونوّه بأن ما يقدم لرد الجميل للوطن هو شيء ضئيل قياساً بما قدمته القيادة الحكيمة للشعب من صحة وتعليم وبنية تحتية وسمعة عالمية نفخر بها جميعاً.
وأكد أن مشاركة «إعمار» في دعم «صندوق الوطن» جزء من التزامها ومسؤوليتها تجاه دولة الإمارات وقيادتها وشعبها، مثمناً دور «صندوق الوطن» في تعليم وتمكين وتشجيع الشباب على الابتكار، والمضي قدماً في تحقيق أحلامهم، وأكد أن هذه المبادرة تضع الأسس الراسخة؛ لبناء جيل جديد من رواد الأعمال الإماراتيين؛ من خلال التركيز على مجموعة من المقومات الرئيسية كالعمل الوطني، وتمكين الشباب، والدعم المادي والتعليمي؛ لتوظيف الإمكانات والموارد بالشكل الأمثل.
وأقيم «ملتقى أوائل صندوق الوطن» للمرة الأولى في منارة السعديات في أبوظبي؛ وذلك بحضور أعضاء مجلس إدارة صندوق الوطن، ومجموعة من كبار المسؤولين الحكوميين ونخبة بارزة من رجال الأعمال، الذين ساهموا بدعم الصندوق، إضافة إلى متحدثين بارزين ومتخصصين في عدة مجالات ذات صلة بالأهداف الاستراتيجية لـ«صندوق الوطن».
وفي مستهل حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اطلع سموه من خلال المعرض، الذي أقيم بهذه المناسبة على أهم البرامج والمشاريع والإنجازات، التي حققها «صندوق الوطن»؛ من خلال أهدافه ورسالته؛ حيث تلقى منذ تأسيسه مساهمات بقيمة 667 مليون درهم من أصل مليار درهم يسعى الصندوق إلى جمعها بحلول عام 2020، وتوزعت على مساهمات نقدية بقيمة وصلت إلى 485 مليون درهم، ومساهمات عقارية بقيمة 23 مليون درهم، إلى جانب مساهمات بقيمة 159 مليوناً تلقى الصندوق وعوداً بها على السنوات الخمس المقبلة.
ووصل عدد الجهات المانحة إلى حوالي 70 جهة استحوذت شركة «إعمار العقارية» على المركز الأول كأكبر المساهمين بقيمة 144 مليون درهم؛ حيث تشكل ما نسبته 28% من إجمالي المساهمات، وثم تلتها شركة «الدار العقارية» بقيمة 48 مليون درهم بنسبة 9%، ثم بنك الاتحاد الوطني بقيمة 30 مليون درهم، تشكل 6% من الإجمالي، ومن ثم تلاه نادي الضباط في أبوظبي بمساهمة وصلت قيمتها إلى 25 مليون درهم تشكل 5% من الإجمالي، وثم تلاه «جمعية أبوظبي التعاونية» والمجموعة الذهبية الدولية بـ 20 مليون درهم لكل منهما.
وحل الفريق مصبح بن راشد الفتان بالمرتبة الأولى على صعيد المساهمات الفردية، التي تلقاها «صندوق الوطن»؛ حيث تبرع بمساهمة بلغت قيمتها 50 مليون درهم، تلاه في المرتبة الثانية أحمد جمعة الزعابي، نائب وزير شؤون الرئاسة، رئيس لجنة تنفيذ مبادرات صاحب السمو رئيس الدولة، بمساهمة بلغت قيمتها 12 مليوناً ثم في المرتبة الثالثة سلطان راشد الظاهري بمساهمة بلغت قيمتها 12 مليوناً ثم خلف الحبتور وناجي حسن الحارثي في المرتبتين الرابعة والخامسة بمساهمات بلغت 10 ملايين درهم للفرد الواحد.
وتعرف سموه إلى أبرز مبادرات الصندوق؛ ومنها: مبادرة «المبرمج الإماراتي»، التي تهدف إلى إعداد جيل إماراتي قادر على معاصرة التقدم التكنولوجي، وتجهيز الإمارات للثورة الصناعية الرابعة، وتستهدف في مرحلتها الأولى تعليم 200 طالب إماراتي تحت سن الـ14 سنة من عجمان والعين علم برمجة الحاسوب؛ وذلك من خلال دورات تدريبية تقام لمدة 12 أسبوعاً، وفي المرحلة الثانية، يعتزم الصندوق توسعة البرنامج، الذي يقام بدعم تقني من جامعة الإمارات وشركة «دارك ماتر»، وسيستفيد منه 1000 طالب في أبوظبي، والشارقة، ورأس الخيمة والفجيرة.
وأطلق «صندوق الوطن»، خلال العام الماضي أيضاً، منصة «باحث»، التي تهدف إلى تحقيق اختراعات وتكنولوجيات متقدمة محلية تحرك الابتكار والنمو الاقتصادي، وتزيد من تنافسية الدولة، وتجد حلولاً علمية لتحديات اليوم في مجال الصحة والمياه والطاقة؛ حيث تعد أول منصة وطنية لدعم الباحثين؛ من خلال تسهيل وصولهم إلى التمويل والاستفادة من شبكة علاقات واسعة.
واستقطبت المنصة 600 باحث، واستفاد منها حتى الآن أكثر من 20 إماراتياً في وقت يعتزم فيه الصندوق زيادة هذا العدد ليصل إلى 50 باحثاً إماراتياً خلال العام الجاري، وتم الاتفاق مع أكثر من 14 مؤسسة أكاديمية رائدة، و5 شركات خاصة؛ لدعم المنصة، التي من المقرر أن يتم بدء العمل في المرحلة الثانية منها في شهر إبريل/نيسان 2018.
ويعكف الصندوق حالياً على إنشاء «واحة صندوق الوطن للابتكار» تحت مظلة «مركز خليفة للابتكار» على مساحة إجمالية تصل إلى 1200 متر مربع، وقدرة استيعابية تصل إلى حوالي 120 من رواد الأعمال، ويهدف المركز، الذي يتم إنشاؤه بالشراكة مع «صندوق خليفة» و«جامعة خليفة»، و«شركة مبادلة»، و«شركة توازن» إلى خلق شركات إماراتية ابتكارية عالمية على غرار شركة «جوجل»، التي ستوفر عائداً اقتصادياً كبيراً وظائف عديدة للشباب الإماراتيين، وسيعمل المركز على تقديم الدعم للمخترعين الإماراتيين، ومساعدتهم على تحويل أفكارهم المبتكرة إلى شركات ناجحة؛ تدعم مسيرة التنمية المستدامة؛ وذلك من خلال توفير التمويل وربطهم بشبكة واسعة من المستثمرين على الصعيدين المحلي والعالمي إلى جانب صقل مهاراتهم؛ من خلال مجموعة من الدورات التدريبية، وتهيئة البيئة المناسبة، التي تمكنهم من الاستفادة من خدمات الاستشارات القانونية، وغيرها.
وأطلق الصندوق برنامج «المبتكر الإماراتي»؛ لدعم رواد الأعمال المبتكرين في مجال التكنولوجيا في الشارقة والإمارات الشمالية، بالتعاون مع «مركز شراع» و«صندوق خليفة»؛ بهدف المساهمة في صقل المهارات، وتحويل الأفكار لمشروعات؛ من خلال احتضان أفضل ستة مشاريع في مجال التكنولوجيا، إلى جانب العمل على تدريب ودعم رواد الأعمال مالياً ومعنوياً.
وأظهرت النتائج الأولية نجاح «برنامج جسور»؛ وهو البرنامج، الذي يهدف إلى تشجيع وتحفيز المواطنين على العمل في القطاع الخاص، وفي المرحلة الأولى استهدف البرنامج 50 طالباً في 8 جامعات وطنية؛ قاموا بالعمل لدى 20 من أفضل شركات القطاع الخاص في الدولة، وقد حقق هذا البرنامج نتائج متميزة؛ حيث إن 96.3 % من الطلاب المشاركين أبدوا رضاهم عن برنامج التدريب، و97.3 % أبدوا اهتماماً بالعمل في القطاع الخاص.
وعمل «صندوق الوطن» على التعاون مع «صندوق خليفة» في إطلاقه لمبادرة «رواد القصّر»؛ وهي المبادرة التي تهدف إلى دعم المبتكرين ورواد الأعمال الناشئين، وتلقى البرنامج أكثر من 80 طلباً؛ للمشاركة تم اختيار 12 منهم؛ لعرض أعمالهم أمام 500 شخص؛ وذلك بعد تدريبهم، وتوفير منصة لهم تمكنهم من الوصول إلى شبكة واسعة من التجار والشركات.
وأظهرت النتائج الأولية نسبة رضا عالية للبرنامج، إضافة إلى الأثر الإيجابي الذي حققته للمشاركين، ويعتزم الصندوق العمل على العديد من البرنامج الأخرى، التي سيتم الإعلان عنها في المستقبل، بما فيها «برنامج قادة المستقبل»؛ وهو البرنامج، الذي يهدف إلى تأهيل المواطنين؛ ليشغلوا مناصب قيادية في مؤسسات عالمية، بما فيها شغل إماراتي منصب الأمين العام للأمم المتحدة بحلول عام 2040؛ حيث يقوم الصندوق حالياً بتطبيق المبادرة بالتعاون مع الوزارات المعنية، كما يجري العمل على دراسة المؤهلات المطلوبة لشغل المناصب العليا في المؤسسات المستهدفة، ووضع خطة لجذب المواطنين إلى البرنامج وتوظيفهم في المؤسسات المستهدفة.
الخليج