سياسة وعلاقات دولية

كفيفة تحصل على أول دكتوراه في الرياضيات عربياً

ترفعت بفقدان بصرها عن العجز، روضت عتمة عينيها على أن تشعل نوراً خفياً يحمل كل حد الصلابة وسمو النصر، إنها الدكتورة دعاء حاتم سيف الدين، التي لم تخفق أمام قساوة عتمة عينيها ولم تستسلم للنهايات، بل روضت لحظات الضعف فيها وحولته إلى نجاح مبهر.

الدكتورة دعاء، التي تعمل في إدارة مكتب رعاية المكفوفين في مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم مهدت الطريق لرفاقها الذين لا يبصرون إلا العتمة للالتحاق بالتخصصات العلمية. تحمل درجة الدكتوراه من جامعة الإمارات في الرياضيات كأصغر حاملة لهذا التخصص وكانت تبلغ من العمر آنذاك 26 عاماً، ومن أوائل الحاصلين عليها من فئة المكفوفين على مستوى الوطن العربي.

دعاء التي تحدثت لـ«البيان» ولدت ضعيفة البصر وتأقلمت مع عدم قدرتها على الإبصار، وكانت نابغة في مادة الرياضيات فطورت من أجل تبسيط دراستها رموزاً خاصة بالمادة على نظام الكتابة والقراءة الخاص بالمكفوفين وضعاف البصر «برايل» وتم اعتماد هذه الرموز واستخدامها محلياً وعربياً.

حاملة الدكتوراه في الرياضيات تم تكريمها بوسام رئيس المجلس التنفيذي فئة الموظف الجديد وحصدت فيه على المركز الأول، لعملها المتميز وتحديها لضعف البصر الشديد لديها، مشيرة إلى أنها تحاول خلال عملها في مطبعة المكفوفين تقديم الأفكار التي يمكن أن تفيد في مجال تطوير مهارات ذوي الهمم من فئة المكفوفين. وقالت إن إنجازات الأفراد هي التي تتحدث عنهم وينبغي إتاحة المجال لنا.

وذكرت أنها متفوقة في دراستها وكانت تتصدر قائمة الأوائل، وقد حصلت على درجة البكالوريوس بامتياز مع مرتبة الشرف، بمعدل 4/‏4 وكانت الأولى على دفعتها وكرمتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، وحصلت على لقب «بصمة تحدٍّ». وبعد هذا الإنجاز سمحوا لمتحدي الإعاقة البصرية الدخول في التخصص الذي يريدونه وتدربت في مركز العين لذوي الإعاقة. ثم عملت في مركز أبوظبي للرعاية والتأهيل.

وقالت: رسالتي للمجتمع أن لا ينظر إلى أصحاب الهمم نظرة قاصرة وأن لا يحكموا عليهم من زاوية إعاقتهم بل إعطائهم فرصة لأن هناك العديد من الطاقات الخلاقة والمبدعة ولا تحتاج من المجتمع سوى الدعم والرعاية.

 

 

اخبار الامارات

إغلاق