سلايد 1
الأكاديمية السويدية تعلن حجب «نوبل للآداب للعام 2018»
أعلنت الأكاديمية السويدية، أمس، تأجيل منح جائزة نوبل للآداب للعام 2018، وذلك للمرة الأولى منذ نحو 70 عاماً على خلفية فضيحة أخلاقية طالت زوج عضوة في الأكاديمية، واتهامات بتسريب أسماء الفائزين، ما أدى إلى استقالة عدد من أعضاء مجلس الأكاديمية، بينهم سارا دانيوس رئيسة الأكاديمية.
وصرحت الأكاديمية في بيان بأنها «تعتزم اتخاذ القرار وإصدار الإعلان حول جائزة نوبل للآداب للعام 2018 في الوقت نفسه عند إعلان الفائز بها عن العام 2019». وأضافت: «صدر القرار نظراً لتضاؤل عدد أعضاء الأكاديمية حاليا وتراجع ثقة الناس فيها».
وجاء في البيان «وصل العمل على اختيار فائز إلى مرحلة متقدمة وسيستمر على النحو المعتاد في الشهور المقبلة، لكن الأكاديمية تحتاج وقتا لتعود للعمل بكامل قوتها، ويكون لديها عدد أكبر من الأعضاء الفاعلين وتستعيد الثقة في عملها، قبل الإعلان عن الفائز المقبل بجائزة الأدب».
تواجه الأكاديمية السويدية، تبعات اتهامات بسوء السلوك موجهة لزوج واحدة من عضوات الأكاديمية ويتعلق الأمر بجون كلود أرنو، وهو مصور وشخصية ثقافية شهيرة، وزوج عضوة الأكاديمية الشاعرة والكاتبة كاترينا فروستينسون، إضافة إلى مزاعم تسريب أسماء بعض الفائزين قبل الإعلان الرسمي عنها.
وأقرت الأكاديمية بأن أسماء بعض من فازوا بالجائزة في السابق سربت قبل إعلان فوزهم، وتعهدت بإعادة صياغة القواعد القديمة التي تحكم عملها.
وأضافت الأكاديمية أن التحقيق أثبت أيضا ارتكاب الرجل «سلوكاً غير مقبول»، لكن الأمر «لم يعرف بشكل عام» داخل الأكاديمية. وأن التحقيق أحيل إلى شركات قانونية.
وعلق السكرتير الدائم بالنيابة أنديرس أولسون أن «أعضاء الأكاديمية السويدية مدركون تماما أن أزمة الثقة الحالية ترغمهم على إجراء إصلاحات طويلة وقوية». وتابع «نرى من الضروري أن نأخذ وقتا لإعادة كسب الثقة قبل تعيين الفائز المقبل، وذلك احتراما للفائزين السابقين والقادمين».
حملة «مي تو»
أعاد خبر تأجيل منح جائزة نوبل للآدب تاريخا طويلا من حجب الجائزة لأسباب مختلفة، وربما يعيد إلى الأذهان مرة أخرى جدلا طويلا عن مدى نزاهة وعدالة واستقلالية الجائزة وسمعتها، التي ذكر بيان الأكاديمية أنها قد عانت كثيراً، حيث بدا واضحا أن ثقة الناس في كل العالم بالأكاديمية قد تزعزعت كثيرا، لذا فإن الأكاديمية بمن تبقى من أعضاء، تسعى من أجل استعادة تلك السمعة.
تعود القصة التي عصفت بالأكاديمية وجعلتها حائرة في أمر الجائزة، تمنحها أو تحجبها، إلى أن زوج إحدى العضوات في الأكاديمية قد تحرش ب 18 امرأة، الأمر الذي قاد منظمة «مي تو»، إلى التدخل، وقادت حملة كبيرة على الأكاديمية وتاريخها متهمة إياها بالهيمنة الذكورية، ويبدو أن الاستجابة الكبيرة لتلك الحملة من قبل الأكاديمية، لها علاقة بهذا الاتهام الذي تحاول بأي سبيل تفاديه ورده.
غير أن هنالك فيما يبدو أسبابا عميقة وقوية لم يكشف عنها قادت إلى هذا الصراع العنيف داخل الأكاديمية، وذلك يبدو واضحا في المناشدات التي أطلقها ملك السويد ورئيس الوزراء لإنهاء ما وصفوه «بالاقتتال».
سنوات الحجب
الجدل الذي صاحب الفضيحة الأخيرة استدعى مرة أخرى في الذاكرة، تواريخ وأسباب حجب الجائزة، معظمها كان في سنوات الحروب، ومرة في عام 1935 لعدم وجود مرشح يستحقها.
إذ إن الأكاديمية قد ارتأت أن الأعمال المرشحة ليست بالأهمية حتى تحصل على الجائزة، فقوانين مؤسسة نوبل تقول: «إذا تبيّن أنّ الأعمال المأخوذة بالحسبان، لا تنطوي على الأهمية المشار إليها في الوصيّة؛ يتم التحفّظ على القيمة الماليّة للجائزة حتّى العام القادم. وحتّى ذلك الحين، لا يُمكن أن تُمنح الجائزة لأحد، والمبلغ المرصود للجائزة يتم التحفظ عليه كأموال مقيّدة».
غير أن المقلق بالنسبة للأكاديمية وجمهور الجائزة، ليس هو الحجب الذي بدا مبرراً في طوال التواريخ التي احتجبت فيها الجائزة، ما عدا هذه المرة، كونها ارتبطت بالفضائح والصراعات وشهدت موجة من الاستقالات.
لكن المقلق بشكل أكبر هو أن الجائزة لا تجد مصداقية أو ثقة عند الكثير من المفكرين والمثقفين، وكذلك عند الناس في كثير من دول العالم، ومن بينها العالم العربي الذي حاز على الجائزة في مجال الأدب مرة واحدة، عندما ذهبت إلى الأديب المصري نجيب محفوظ عام 1988.
أدباء رفضوا نوبل
ويذكر أن كثيرا من الفائزين بنوبل في سنوات سابقة على مرحلة التسعينيات من القرن الماضي، في مختلف الاختصاصات قد رفضوا استلامها، وفي مجال الأدب رفضها كل من الأديب الأيرلندي «برنارد شو»، عام 1925، الذي قال قولته الشهيرة: «إنني أَغفر لنوبل أنه اخترع الديناميت لكنني لا أغفر له أنه اخترع جائزة نوبل، إنني أكتب لمن يقرأ لا لأنال جائزة».
وكذلك رفضها الأديب والفيلسوف الفرنسي «جان بول سارتر» الذي رفض تسلم الجائزة رغم فوزه بها عام 1964م وقام بوصف جائزة نوبل بأنها جائزة سياسية، وأن منحها بمثابة صكوك غفران جديدة.
الخليج