لم تذهب التوقعات بعيداً بالنسبة إلى الدورة ال14 لماراثون زايد الخيري في نيويورك، وجاءت الرياح بما تشتهي السفن في «عام زايد»، فتم تحطيم كل الأرقام السابقة للحدث على كل الصعد.
تحطمت الأرقام القياسية في الدورة ال14 لماراثون زايد الخيري في نيويورك، أولاً بالنسبة إلى مسافة السباق (10 كيلومترات)، حيث تم نسخ رقم الكيني باتريك كومون (27.35 د) الصامد منذ عام 2011، بواسطة مواطنه رونكس كيبروتو الذي دخل تاريخ سباق البطولة ومدينة نيويورك بتسجيله 27.08 د، فنال بذلك الجائزة الكبرى للحدث بالجمع بين جائزة السباق وقدرها 10 آلاف دولار وجائزة تحطيم الرقم القياسي المقدمة من سفارة الإمارات في واشنطن وقدرها 30 ألف دولار، بينما فازت ببطولة السيدات الإثيوبية بوزي ديربا على حساب مواطنتها ميرجيا والكينية مونيكا. وثانياً، شهد الماراثون الذي كان في بدر تمامه ك «قمر 14» تحطيم رقم المشاركين بالقفز من 50 ألفاً في العام الماضي إلى 60 ألف مشارك هذا العام، وثالثاً، اكتملت دائرة الأرقام الجديدة بإقبال أكثر من 5 آلاف زائر على خيام الضيافة الإماراتية التي أحيت فعاليات «يوم الإمارات» بالترويج لتراث الدولة وحاضرها ومستقبلها من خلال الشركات والمؤسسات الراعية.
كل عام تتم فيه إضافة مهمة إلى ذلك الماراثون الخيري الذي انطلقت دورته الأولى في 2005 برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولكن هذه المرة كانت الإضافة قفزة نوعية كبيرة، ولذا كانت الفرحة عارمة عند الجميع في اللجنة العليا المنظمة وأعضاء سفارة الإمارات وشركة «رودرنر» المشرفة على السباق، وقد تجسدت معاني تلك الفرحة في مراسم تتويج الأبطال التي كانت وسط احتفالية غير مسبوقة بأغان ورقص من الجمهور الأمريكي الذي احتفل بتحطيم رقم السباق وسعد بكل ما وجده من حفاوة وترحيب في الضيافة الإماراتية.
قام بتويج الفائزين الفريق الركن محمد هلال الكعبي رئيس اللجنة العليا المنظمة، وعمر الشامسي نائب السفير في سفارة الإمارات بواشنطن، ومحمد الحبتور نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة الحبتور والعقيد محمد العامري نائب رئيس اللجنة المنظمة، كما شاركت في تتويج الفائزات كل من د. شمة المزروعي المديرة التنفيذية للعمليات بالإنابة بمدينة الشيخ خليفة الطبية ود. فاطمة الكعبي استشارية أمراض الدم والأورام.
وجرى السباق في طقس مثالي، حيث كان الجو بارداً نسبياً مع شمس خجولة مما ساعد المتسابقين على بذل الجهد بسخاء، واستمرت أفواج المتسابقين تجتاز خط البداية لمدة ربع ساعة حتى مر آخرهم، وكانت الشركة المنظمة موفقة للغاية عندما حددت خطاً لبداية السباق يختلف في موقعه عن خط النهاية، وإلا لاستطاع البطل أن يلحق بآخر المنطلقين!
بصمة إعلامية كبيرة لـ «فرسان الإمارات»
واصل فريق «فرسان الإمارات» لإعلام السوشيال ميديا تحديث المعلومات والبيانات الخاصة بالسباق على «هاشتاق» «ماراثون زايد الخيري»، ومع انطلاقة السباق في نسخته ال14 وزيادة الإقبال عليه كثفت جهودها وحققت في الساعات الماضية طفرة كبيرة في عدد المغردين والمتفاعلين، وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة الفرسان بدأت مشاركتها المتميزة في «ماراثون زايد» منذ 4 سنوات، واستطاعت أن توفر تغطية مميزة بالأخبار والفيديوهات المصورة، والفريق يضم: سعود تميم ومحمد الكعبي وحميد الظاهري.
محمد العامري: امتداد رائع لمسيرة العمل الخيري للإمارات
أعرب محمد العامري، نائب رئيس اللجنة المنظمة، عن سعاته بالنجاح الذي تحقق في الدورة 14 وقال: «لم أتمن أكثر مما حدث تنافسياً وجماهيرياً وفنياً، والحمد لله على ما شهدناه لأن المناسبة كانت تهمنا لتزامن السباق مع احتفالات الدولة بعام زايد، الذي يعد أحد ثمار دعم القيادة الحكيمة للمبادرات الإنسانية، كما أنه يعد امتداداً رائعاً لمسيرة العمل الخيري الذي عرفت به الإمارات وقيادتها الرشيدة».
وأوضح أن تواصل النجاح يؤكد الرؤية البعيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان راعي السباق وصاحب فكرته، حيث أطلقها سموه لتكون بمثابة صدقة جارية باسم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، وليكون رسالة إماراتية بكل ما هو إنساني للعالم كله.
كما أوضح أن الماراثون استطاع أن يكون سفيراً فوق العادة للإمارات، ومن بين جميع السباقات التي تقام في حديقة سنترال بارك في نيويورك كان الأبرز، ونجح أيضاً بالترويج المثالي للإمارات وفعالياتها .
د. علي العبيدلي: التظاهرة تتجاوز حدود الرياضة
أبدى الدكتور علي العبيدلي، استشاري علاج أمراض الكلى، ممثل شركة أبوظبي للخدمات الصحية، سعادته بالمشاركة في الماراثون، خاصة أن النتائج المتميزة المصاحبة للفعالية تعدت حدود الرياضة، موضحاً أنه التقى المسؤولين في مؤسسة «هيلثي كينيدي» من أجل وضع الخطوط العريضة وإتمام التعاقد بين المؤسستين، بما يعود بالنفع على مرضى الكلى أولاً، ومن ثم إيجاد سبل لتوطيد التعاون مستقبلاً.
وأوضح العبيدلي أن مدير «كينيدي فاونديشن» قام بزيارة أبوظبي، وانبهر بما وجده من احترافية في قطاع الصحة بالدولة، كما أبدى تعاونه التام مع الشركة بهدف توصيل الوعي الصحي داخل الإمارات، والتعريف بزراعة الكلى وزراعة الأعضاء وخدمات الوقاية من الأمراض بوجه عام.
قائمة الفائزين
* أولاً الرجال: 1- رونكس كيبروتو (كينيا) وسجل 27.08 د، 2- ماثيو كيميلي (كينيا) وسجل 27.19 د، 3- تشومي ميكونن (إثيوبيا) وسجل 28.10 د، 4- فيكادو جيرما (إثيوبيا) وسجل 28.36 د، 5- ادوين سوي (كينيا) سجل 29.07 د، 6- ستيفان سامبو (كينيا) وسجل 29.08 د، 7- تسيجاي تاديسي (إثيوبيا) وسجل 29.09 د، 8- جيما باكيلي (إثيوبيا) وسجل 29.12 د، 9- سليمان عبار (الولايات المتحدة) وسجل 30.35 د، 10- برندان مارتين (الولايات المتحدة) وسجل 30.39 د.
* ثانياً السيدات: 1- بوزي ديربا (إثيوبيا) وسجلت 32.04 د، 2- أسيلي ميرجيا (إثيوبيا) وسجلت 32.06 د، 3-مونيكانجيجي (كينيا) وسجلت 32.15د، 4- لاورا ثويت (الولايات المتحدة) وسجلت 32.22 د، 5-سيكي ديسي (إثيوبيا) وسجلت 32.56 د، 6- اسكالي ميرشي (الولايات المتحدة) وسجلت 33.59 د، 7- ليندسي شيرف (كينيا) وسجلت 35.32 د، 8- الكساندرا كاديكامو (الولايات المتحدة) وسجلت 35.45 د، 9- بليانيش فيكادو (إثيوبيا) وسجلت 35.46 د، 10- لورين بيركينز(إنجلترا) 35.56 د.
سلطان السعدي أول متسابقي الإمارات
في إطار المسابقة الخاصة بين متسابقي الإمارات الذين شاركوا في الدورة ال14 للماراثون، حقق سلطان السعدي من بلدية دبي المركز الأول بعد أن سجل 40.13 د، وهو رقم جيد بالنسبة له لأنه جرى هذه المسافة للمرة الأولى، وتجدر الإشارة إلى أن أفضل رقم إماراتي في السباق مسجل باسم علي الوحشي من العين وكان (32.1 دقيقة) وحقق به المركز ال17 في الدورة 11 للماراثون عام 2015.
سيف المهيري ينشد «عيشي بلادي»
كانت لحظة انطلاق السباق مفعمة بالشعور الوطني، بعد أن قام الطالب سيف المهيري الذي يدرس الاقتصاد في ولاية كنتاكي بترديد كلمات نشيد «عيشي بلادي»، لاسيما أن باقي أعضاء البعثة والطلاب الذي قدموا للمشاركة في السباق أخذوا يرددونه من ورائه، ومن بعده تم إلقاء النشيد الأمريكي الذي ردده المتسابقون كذلك ثم أعطى الفريق الكعبي ومعه محمد الحبتور وعمر الشامسي إشارة بدء السباق.
فاطمة الكعبي: كرنفال إنساني عالمي
أكدت الدكتورة فاطمة الكعبي، استشاري أمراض الدم والأورام، أن المشاركة في ماراثون زايد، تجربة غنية بالخبرات، وتتمنى أن تتكرر العام المقبل، فحينما ترتدي الرياضة ثوب الخير والإنسانية، تقدم هذا الكرنفال الإنساني العالمي بكل مفرداته. وأضافت أنها كطبيبة طالعت تجارب مختلفة، أبرزها في مؤسسة «هيلثي كيدني»، التي ترتبط مع الماراثون بشراكة تمتد إلى أكثر من 14 عاماً، ولا شك أن تسخير الرياضة لخدمة مثل هذه الأهداف النبيلة يعد أمراً إنسانياً رائعاً. وأعربت عن فخرها بأن تكون بلدها الإمارات خلف هذا الحدث الكبير، وأن تقف بنفسها على أصداء السباق في مدينة نيويورك التي يبدو أنها ارتبطت بالماراثون وبات من أهم فعالياتها التي تترقبها كل عام
حفل استقبال «5 نجوم» في قنصلية الدولة بنيويورك
حظيت بعثة الإمارات بحفل استقبال فخم في مقر قنصلية الإمارات في نيويورك، حيث احتفى ماجد السويدي القنصل العام وأعضاء القنصلية بالفريق محمد هلال الكعبي رئيس اللجنة المنظمة والأعضاء بحضور كل من عمر الشامسي نائب السفير في واشنطن، والعميد الركن عيسى راشد آل علي الملحق العسكري، وستيف توماجن قائد الطيران المشترك في القيادة العامة.
وكان الحفل سامراً واستمتع الجميع بأجوائه التي تم فيها اجترار الذكريات واستعراض تاريخ دورات المارثون وكيف ارتقى إلى أعلى درجات النجاح من بعد أن كان يواجه مصاعب وعراقيل شتى في بداياته، وتم في نهاية الحفل تبادل الدروع التذكارية والتقاط الصور التذكارية التي تؤرخ المناسبة.
الخليج