ثقافه وأدب وفنونسلايد 1

ياسمين حمدان: غنائي بلهجات عدة يسمح بتنوع الأداء

ستضيف دبي أوبرا بعد غد مهرجان «دي إكس بيتس» للموسيقى المعاصرة، ويسلط الضوء على مجموعة بارزة من الفنانين العرب المميزين ممن تمكنوا من ترك بصمة على الساحة الفنية بموسيقاهم المتنوعة والتي تمزج الربع تون والبوب والفانك والجازي بلوز والروك والهيب هوب والراب، ويشارك في المهرجان مجموعة من الفرق الموسيقية المستقلة من عدة دول عربية، مثل فرقة «شارموفرز» المصرية والروك اللبنانية «ذي وانتوبيشوبس» ومغنية الهيب هوب المغربية منال بن شليخة ومغني الراب السوري «موه فلو». كما يتوج الحفل بمشاركة أيقونة الموسيقى العربية المستقلة ياسمين حمدان من لبنان.
ستتحول قاعة المسرح في دبي أوبرا إلى وضعية الأرض المنبسطة لتوفر مساحة تتسع إلى ما يقارب ال3000 شخص للاستمتاع بفاصل من الموسيقى المعاصرة.
وأثناء التحضيرات النهائية للحفل التقينا بالفنانة ياسمين حمدان نجمة الحفل والتي تتميز بتجربة رائدة في الموسيقى العربية المعاصرة والمستقلة، حيث لفتت لها الأنظار منذ بدايتها عام 1997بعد تأسيسها لفرقة «سوبكيلز» في بيروت وهي ما زالت بسن المراهقة وبداية الشباب، وساعدها كثرة تنقلها بين عدة بلدان على الانتشار السريع وحظيت ياسمين باهتمام إعلامي كبير في أوروبا وأمريكا، وشمال إفريقيا والشرق الأوسط من خلال أدائها الفريد والحديث لأغاني البوب العربية و المزج بين الموسيقى الشرقية والألحان الغربية بتوافق وتناسق مشهود لها، كما تميزت بغنائها بعدة لهجات عربية بإجادة كاملة وكانت فرقتها من أوائل فرق الموسيقى الإلكترونية وموسيقى الروك والاندرجراوند في الشرق الأوسط. وفي السطور التالية سنتعرف على أفكارها وتجربتها أكثر.

حدثينا عن علاقتك بدبي والمناخ الفني بها؟

– أنا لست غريبة عن الإمارات وهذه ليست زيارتي الأولى لدبي، فقد أقمت فترة من طفولتي في أبوظبي وقد قمت بالغناء من قبل في دبي واستقبلني الجمهور بترحاب كبير وكانت حفلة من أكثر الحفلات التي استمتعت بها، وأتوقع أن تكون حفلتي القادمة في دبي أوبرا علامة مهمة في مشواري الفني، وأنا أعتبر أن إمارة دبي من أفضل الأماكن للعيش والتألق والإبداع، وأغلب من أعرفهم ويقيمون فيها ينعمون بحالة من الاستقرار والرضا والراحة والتناغم، فهي مدينة كوزموبوليتانية بامتياز ودائما ما ترحب بالإبداع والابتكار وتفسح المجال أمام كل مجتهد ومبدع وتقدم له الدعم اللازم، والمشهد الفني بها يتمتع بالحيوية والثراء الأمر الذي يخدم المناخ الموسيقي خاصة بعد افتتاح دار الأوبرا بها.

كيف كانت بدايتك مع الغناء والموسيقى؟

– بدأت علاقتي مع الموسيقى منذ سن الطفولة عندما كنت في المدرسة حيث بدأت بتعلمها ولم أكن أعرف أنني سأمتهن يوما هذه المهنة أو أصل فيها لمرتبة الاحتراف فلم يكن عندي أي خطة واضحة لمستقبلي مع عالم الألحان والموسيقى الذي أعجبني بشدة ووجدت فيه ما يجذبني، وفي سن المراهقة اشتركت مع أصدقائي في تكوين فرقة موسيقية تدعى «سوبكيلز» وبدأت الفكرة تكبر معنا وأصبحت انطلاقة الاحتراف والشهرة لنا، ولذلك فأنا أعتبر أن التحاقي بمجال الموسيقى كان عفويا وغير منظم ولكنه تطور مع الوقت وازداد حبي وشغفي مع الأيام، وبدأت أنشطة الفرقة تتسع وجمهورنا يزداد وبدأت العمل مع موسيقيين محترفين، وخطوة بعد خطوة أصبحت الموسيقى هي عالمي الذي أنتمي إليه وأجد نفسي فيه.

لِمَ اخترت الغناء بعدة لهجات عربية؟

– أنا لبنانية نشأت بالخليج وتربيت على الأفلام المصرية وهذا ما جعلني أستمتع بالغناء بعدة لهجات عربية وهذا أفادني كثيرا لأنه فتح لي مجالاً أكبر للتنوع والثراء في الأسلوب والإحساس وخاصة أنني أكتب الأغاني وأؤديها، وأنا أحب اللهجات العربية المختلفة وأشعر أن إجادتي لها تضيف لي، ومع كل لهجة يمكن أن أعبر عن مشاعر مختلفة أو وجوه مختلفة للفن والإيقاعات والموضوعات ويسمح لي أيضاً أن أتنوع في الألحان وطرق الأداء، وفي رأيي أن المطرب الذي يحصر نفسه في لهجة واحدة سيجد نفسه يكرر لونا غنائيا واحدا.

من أين تستوحين أفكار أغنياتك؟

– قبل كتابة أي موضوع يصلح لكي يكون أغنية يتطلب مني الأمر تمضية وقت مستقطع من التركيز والهدوء والاسترخاء، فأنا أقدر كثيرا نعمة أن يرزقني الله موهبة تمكنني من التعبير عما يجول بخاطري من أفكار ومشاعر، وأن يكون هناك جمهور ومتابعون يمكن أن يسمعوني ويتأثروا بي وينتظروا ما أقدمه لهم في كل مرة، وهذه مسؤولية كبيرة وميزة هائلة أحرص على توظيفها بأفضل شكل وأن أكون صادقة تماما في نقل مشاعري، ولا ألجأ أبدا إلى أفكار سابقة التجهيز، ولكن إحساسي بالمسؤولية يملي علي أن تكون كلمات الأغاني تعبر عن مشاعري الخاصة والتي قد تلاقي صدى عند الكثيرين غيري، وأختار الفكرة التي تستحق أن أشاركها مع الناس ولهذا فأنا أفكر كثيرا وأجلس مع نفسي لساعات حتى أكتشف بدقة ماذا يشغلني وما الرسالة التي أحب توصيلها.

ما أهم الصعوبات التي واجهتها في حياتك الفنية؟

– واجهت تحديات عديدة في مشواري كان من الممكن أن تعوق مسيرتي، فكوني امرأة ومررت بظروف قاسية وغير مستقرة جراء الحرب وكثرة الترحال فرض علينا حالة من عدم الاستقرار، ولكني أعتبر نفسي محظوظة لأني نجحت في تخطي العديد من الصعوبات وتعاملت معها على أنها تحديات يجب علي اجتيازها، ولم أسمح للصعوبات أن تعوق طريقي.

ماذا عن تجربتك في تلحين موسيقى مسرحية سعدالله ونوس؟

– استمتعت كثيرا بمشاركتي في تقديم عرض مسرحية سعدالله ونوس مع سليمان البسام والتي تم عرضها في الكوميدي فرانسيز بفرنسا وكانت أول تجربة لي في هذا المجال، وتمثل لي أهمية كبيرة، فقد سعدت جدا باختياري لتأليف الموسيقى للعرض وتعلمت من هذه التجربة الكثير وأضافت لخبرتي طيفا مختلفا وكنت أتحاور مع القائمين على المسرحية قبل العرض للاتفاق على كل التفاصيل واجتهدت حينها لتقديم شكل مختلف من الموسيقى، ورغم حرصي أن تكون الموسيقى شرقية إلا أنني حرصت على إضافة مناخ حالم للموسيقى وقمت بالبحث عن كل الأصوات التي يمكن أن تفيدني من الطبيعة واهتممت أن يكون نمط الموسيقى غير تقليدي، واستعنت بمهندس صوت لتسجيل أصوات تعبيرية من الشارع والأماكن المزدحمة بالبشر والتفاصيل حتى تكون الموسيقى التصويرية حية وحقيقية ومن الواقع. وبنهاية المسرحية تعاونت مع مغنٍ أوبرالي في مونتاج صوته لأنه صوت كان يحتاج لبعض الإضافات حتى يناسبه الدور، وقمت بتسجيل صوته وعمل تعديلات عليه وهذا أسعدني كثيرا لأنني تعودت أن أقوم بمونتاج لصوتي أنا فقط، ولكن بعدما اختبرت المشاركة في ضبط أصوات فنانين آخرين وجدت الأمر ممتعا، وأضافت لي هذه التجربة برمتها الكثير سواء فيما يتعلق بوضع الموسيقى التصويرية أو ضبط أصوات الفنانين، وتسجيل الأصوات الحية والعرض أمام الجمهور الفرنسي، فكل هذا جعلها تجربة مفيدة ومميزة للغاية في مشواري الفني.

الخليج

إغلاق