تحقيقات وتقاريرجغرافياشؤون اجتماعيةمجلات ودورياتمقالات وبحوث
أديتشي.. صوت المرأة الحر و«رسائل إلى فتاة يافعة»
تعتبر الروائية النيجيرية تشيماماندا نغوزي أديتشي، واحدة من أبرز المناصرات للمرأة حول العالم، وصاحبة قضية استثنائية ومحورية في زماننا المعاصر، وتعد من أبرز الأسماء الإفريقية الشابة التي استطاعت أن تحقق نجاحاً باهراً في الكتابة باللغة الإنجليزية، حيث ترجمت أعمالها إلى 30 لغة عالمية حتى الآن.
تتناول أديتشي في خطابها الصادر بترجمة لميس بن حافظ، القضية النسوية، وتتطرق إلى العوائق التي تحول بين المرأة وبين حقوقها ومطالبها حول العالم، ونجحت من خلال لغة بسيطة وقوية أن تستعرض أبرز القضايا التي تواجهها المرأة من إفريقيا ومختلف ثقافات العالم.
تدور فكرة الخطاب حول صديق طفولة يدعى «أوكولوما» الذي وصفته بخفّة الظل والذكاء، دائم الابتسامة، والذي كان ينتعل أحذية رعاة البقر ذات الأطراف المدببة، وهنا تبدأ رحلتها مع علاقة الصداقة التي جمعتها مع الصبي اللّماح، وبين نظرته لها ووصفه اياها بالـ«نسويّة» بعد أن اكتشف هذا الأمر من خلال نقاش دار بينهما عندما كانت في الـ14 من عمرها، لتتناول في الخطاب رحيله في حادثة سقوط طائرة في جنوب إفريقيا عام 2005.
تواصل اديتشي اشتغالها على قضايا المرأة وحقوقها، فإلى جانب خطابها الشهير، تعرض أفكارها في كتاب صدر أخيراً بالعربية أيضاً عن «روايات» تحت عنوان «عزيزتي هاجر أو مانفيستو نسويّ» 15 مقترحاً في رسالة كتبتها كردّ على رسالة لواحدة من صديقات طفولتها، طلبت منها أن تعلمها كيفية تربية ابنتها لتصبح نسوية، حيث تكشف أديتشي عن نصائح مدعمة بمعلومات حول الطرق السليمة التي تمكن الابنة من النمو قوية وذات قدرة على الاستقلالية بقرارها وشخصيتها. أديتشي فتحت من خلال كتابها الصغير نقاشات محببة عن الملابس والماكياج والنسويّة، ونصائح إلى تدعيم ثقة الفتاة بنفسها من خلال الإيمان بذاتها باعتبارها شخصاً كاملاً، وكشفت أديتشي في النصائح أهمية التعليم والثقافة للمرأة، وضرورة القراءة والتعلّم من كل ما تمر به المرأة خلال الحياة اليومية والعملية، إلى جانب الدعوة إلى الاستقلالية في كل ما تقوم به المرأة، إضافة إلى ضرورة فرض حضورها وهويتها أمام الجميع.