سلايد 1

محمد صبحي: سلطان شيّد إمارة للمعرفة

أعرب الفنان محمد صبحي عن سعادته وفخره بتكريم الشارقة له وحصوله على جائزة الإبداع المسرحي قائلاً: إن التكريم ليس مجرد شهادة أو درع؛ إنما كان عبارة عن كتاب من 406 صفحات توثق لمجمل أعمالي بطباعة فاخرة، وهذا أمر أبهجني.
وجّه صبحي الشكر إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يقود مشروعاً ثقافياً تنويرياً عربياً في المنطقة بأكملها قائلاً: إن سموه شيّد إمارة للمعرفة وجعل من الشارقة الحائزة لقب العاصمة العالمية للكتاب للعام 2019، مكتبة كبيرة تجمع قراء العالم، وهذا ليس نتاج عمل أيام بل هو مجهود مضنٍ ومستمر ومتفرد من العمل، كرّس فيه صاحب السمو حاكم الشارقة سلسلة من المشاريع، والمبادرات، والبرامج،
التي ظلت تتنامى وترسم ملامح إمارة الكتاب عاماً تلو آخر، لتصبح الشارقة إمارة تحمل شعلة التنوير والتثقيف من خلال مشروع ثقافي متكامل يهتم بالأدب والكتاب والفن متمثلاً في المسرح والسينما والطفل واحتضان المهرجانات والفعاليات التي تخدم هذا المشروع الذي يهدف إلى تحقيق التوازن بين الانتماء الحضاري وروح العصر.
جاء ذلك في الندوة التي نظمها مهرجان أيام الشارقة المسرحية للاحتفاء بمحمد صبحي، الفنان العربي المكرم في دورة هذا العام من المهرجان، وقدمها الروائي إبرهيم الحسيني.
وقال صبحي: تعودت دائماً أن أحترم عقل جمهوري لذلك أحرص على اختيار ما أقدمه بعناية شديدة، ولست سياسياً بل مواطن مهموم بقضايا وطني والمنطقة العربية، وهذا ما حاولت جاهداً أن أقدمه في مسرحياتي التي أناقش من خلالها العقل العربي، في كل ما يدور به من دين وعلاقات إنسانية، والهدف من ذلك معرفة هل المشكلة في عقولنا أم في سلوكياتنا وقيمنا؟.
وشدد صبحي على أهمية مشاركته في الندوات التي تجعله يتفاعل مع الجمهور مباشرة خاصة الشباب قائلاً: أحب أن أسمع الرأي، والنقاش حوله، لكى أعرف ما يفكر به الشباب ويدور في أذهانهم، وأيضاً أحاول أن أناقش معهم الأفكار التي تنمى لديهم الانتماء وحب الوطن والنهوض به، خاصة أنهم الثروة الحقيقية لمنطقتنا العربية، وأساس تحقيق أي تنمية والجيل الحالي يعيش في عصر يتميز بإمكانية الحصول على المعلومات في أي مجال يريده بعكس العصور السابقة، لذلك لابد من بذل الجهد على ألاّ يحصروا أحلامهم في وظيفة لمجرد أنها تعود عليهم بعائد مناسب، لذا يجب أن يتكاتف الجميع معهم ويلتفوا حولهم خاصة أن تلك الأهداف لن تتحقق إلاّ بمزيد من العمل والثقافة.
وعاد صبحي إلى بداياته وطفولته التي شهدت الكثير من المعاناة من أجل وصوله إلى تلك المكانة الفنية المتميزة، وقال: عندما كنت طفلاً صغيراً عشت مع أسرتي في منطقة أرض شريف بالقرب من شارع محمد على بالقاهرة، وهو الذي كان يطلق عليه «شارع الفن»، وكان يوجد به العديد من المسارح ودور السينما والملاهي الليلية، وكان منزلي يقع أمام دارين للسينما، هما: «الكرنك»، و«بارادي الصيفي»، وكانت هذه الفرصة جيدة لي لأتابع جميع الأفلام التي تعرض بهما، إلى جانب هذا كان والدي يمتلك ماكينة لعرض الأفلام وكنت أشاهد من خلالها العديد من أفلام الباليه الراقصة، كل هذه العوامل ساعدت في تكوين شخصيتي، وكان ظهوري لأول مرة عندما أديت شخصية هاملت في امتحان البكالوريوس في معهد التمثيل، وكانت ذلك انطلاقتي فأصبحت أشارك في الكثير من الأعمال وأحرص على اختيارها بعناية، ودائماً أحترم عقل المشاهد لذلك يحترمني جمهوري، وأعتقد أن «يوميات ونيس» كانت دليلاً على ذلك لأنني من خلالها قدمت رسالة بشكل كوميدي غير مبتذل، وهو المسلسل الأقرب إلى قلبي، فدائماً ما أكون سعيداً عندما أتذكر الشعار الخاص به وهو الالتزام والتميز، وأيضاً يكفيني أنني عندما أقابل مجموعة من الشباب يحدثونني عن هذا المسلسل ودوره الكبير في حياتهم وسلوكياتهم، ويقولون لي هذه الجملة العظيمة: «احنا اتربينا على ونيس».
وعن تجربته في رئاسة مشروع «آفاق مسرحية» ورفضه تولي وزارة الثقافة المصرية، قال صبحي: المشروع جاد ويهدف إلى إخراج جيل جديد من الموهوبين الذين لم تسنح لهم الفرصة ليظهروا على الساحة فأنتجوا عروضهم المسرحية بالاعتماد على أنفسهم، وتجوب جميع الفرق كل محافظات مصر لتقديم فن راقٍ، ولعل هذا ما أعطاني أملاً في عودة المسرح مرة أخرى. أما عن رفضي منصب وزير الثقافة فقلت ذلك مراراً وتكراراً، ولن يتغير ردى «الفنان هو من يصنع الثقافة، أما الوزير يديرها، وأنا دائماً محب لنقد الحكومة فكيف أنتقدها وأنا وزيرها»؟
وبسؤاله من الحاضرين عن عودته لخشبة المسرح بعد غياب دام 17 عاماً من خلال تقديمه لمسرحية «غزل البنات» التي افتتحها مؤخراً، في مدينة «سنبل» وتعد من تراث الراحل نجيب الريحاني، قال صبحي: هذا هو التحدي والإصرار بعينه، لم ولن أيأس أمام كل المعوقات ومافيا شركات الإعلانات التي تحرص على تحويل حياتنا كلها إلى المادة، عندما طلب مني أن أدفع يومياً ما يقارب من 60 ألف جنيه من أجل عرض مسرحيتي، رفضت وقبلت التحدي وجهزت مسرح «سنبل» الذي بنيته وجهزته في 3 أشهر، ولم استخدم سوى الآلة الجهنمية في الإعلان وهي مواقع التواصل الاجتماعي، وفوجئت بأن الجمهور قبل التحدي وقرر أن يحضر المسرحية لتكون يومياً «كاملة العدد».

الخليج

إغلاق